لست مؤمناً بأن "الماضي" كان وما زال الأفضل، ولا أحب ترديد عبارات من نوع "الزمن الجميل"، لكن كثيرا من الأمور تدعم مؤيدي ذلك!. وزارة التربية والتعليم أحد الأدلة على ذلك، فقد كان فعل "الماضي" في مشاركتها الإعلامية يعكس حضوراً راقياً قبل ثورة الفضائيات، لكنها اليوم أصبحت متأخرةً كثيراً، رغم اندلاع الثورة الثانية التي أصابت وسائل التواصل والاتصال وأجبرت "الكثير" أفراداً ومؤسسات على الغوص في ميدان الإعلام الجديد والقديم!.

كان لوزارة التربية حضور جميل قبل أن يكون لها متحدث إعلامي، وكانت لها برامج تلفزيونية أشهرها "الميدان التربوي" للإعلامي التربوي "سعود المصيبيح"، يناقش فيه قضايا التربية والتعليم، رغم قلة قضايا التعليم في تلك الفترة! ولم يكن ذلك غريباً من الوزارة، لكن الغريب أن تحجم عن الإعلام بعدما أصبح لديها متحدث إعلامي، وفريق من الإعلاميين يديرون إدارة العلاقات العامة، وبعد أن تكاثرت قضاياها وإنجازاتها. والأغرب أن يختفي متحدثها الإعلامي "محمد الدخيني" خلافاً لحضوره الإعلامي المكثف والرائع حين كان إعلامياً فقط!.

قبل 4 سنوات ذكر لي متحدث رسمي سابق في وزارة التربية أن العمل يجري لإطلاق قناة فضائية تربوية، وكنت لا أشك في نجاح المشروع؛ لأن الوزارة تمتلك أكبر قاعدة كبيرة من الإعلاميين، وتشهد لقدراتهم الصحف.. إلا أن السنوات مضت ولم تظهر القناة، ولم تحضر الوزارة حتى على التلفزيون الرسمي ببرنامج بسيط!

في عصر الإعلام الجديد.. لا تمتلك وزارة التربية من الإعلام إلا مجلةً شهرية "راقية" لو حولت "فضائيةً" لنجحت برامجها.

(بين قوسين) حين أعلنت وزارة التربية زيادة وقت "فسحة" الطلاب إلى 45 دقيقة بدل 30 دقيقة وقسمتها إلى فسحتين، بإلغاء الـ 5 دقائق بين الحصص، كان "الميدان التربوي" يحتاج إلى نقاش كبير؛ لأن الطلاب ومعلميهم يعلمون أن الفسحة 15 دقيقة فقط، وأن المدارس لا تفصل الحصص بـ5 دقائق كما تظن الوزارة!.