700 فتاة كلهن ضحايا شاب واحد غرر بهن وابتزهن؟ هكذا جاء في الخبر هذا الأسبوع.
لكل منهن باب ضعف هي خرجت منه قبل أن يدخل هو عليها، بعضهن تتسلى، بعضهن تجرب نفسها، بعضهن ناقصة حنان، بعضهن هاوية، بعضهن محتاجة فلوس، بعضهن تحتاج عمل، وكلهن في النهاية صرن مصدر رزق للشاب وحده، طلب من إحداهن "صندوق ذهب" رآه في غرفة نومها!.
قبل أن يحدث ابتزاز لاحقا، لكن أين التغرير؟ التغرير قد تكون ضحيته، ونادراً، صبية لم تبلغ الرشد يتم استدراجها لغرض ما، أما لنساء راشدات فلا أتخيله، لا أحد يمكنه التغرير بامرأة راشدة.هذه أمور تتم بكامل الحرية والإرادة.
يحصل أن تطرق امرأة أبواب العمل ثم "تختار" أن تصدق رجلاً وعدها بعمل، وتترك كل الطرق التي يمكن أن تفضي بها إلى وظيفة إلا الطريق التي تمرّ عبر هذا الرجل. هذا اختيار وليس تغريراً، فهي ترى وتسمع ما يحدث وتعرف كل الطرق الآمنة لفرص العمل. ثم يحدث أن "تختار" بناء علاقة معه و"تختار" أن تخرج معه.
ما يهمني هنا هو أن الجهات القابضة تعلن بعد ذلك أن المرأة مغرر بها. 700 امرأة مغرر بهن؟! هذا عدد ضخم؟ ضخم جداً ومخيف جدا. 700 امرأة كلهن تم التغرير بهن! هذا كلام لا يقبله حتى أكثر الناس تشددا في وصف المرأة بأنها ناقصة عقل.
يجب أن نسمي الأشياء بأسمائها وأن نحترم عقولنا ليصلح حالنا ويستقيم معوجنا.
أجزم أننا نبسط الأمور ونغمض عيوننا عمداً ليس من أجل التعاطف معهن ولكن حتى لا نخسر إيماننا بفكرة أن المرأة مغفلة ويتم خداعها بسهولة وتحتاج حراسة 24 ساعة لتسلم من "الذئاب". الواقع أنها هي التي تختار "التغرير" بها بملء إرادتها الكاملة.
هؤلاء جميعاً لسن ضحايا بل هن شريكات في الخطايا.