انتقد مدير عام الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض "إنسان" صالح اليوسف عدم تفعيل التوصيات الخاصة بمنح الأولوية لليتيم في قروض صندوق التنمية العقارية، داعيا إلى ضرورة وضع الأيتام على قائمة "أولوية المستحقين"، مشيرا إلى أن بعض الأرامل يشكون من عدم وجود استثناء للأيتام. وطالب بعدم مساواة الفقير الذي لا يوجد له أب بالشخص الذي لديه أسرة.
وأوضح اليوسف في حوار مع "الوطن" أن الجمعية تعتزم إجراء انتخابات لاختيار مجلس الإدارة الجديد خلال جمادى الآخرة 1433، وأن 42 شخصا ترشحوا للعضوية لاختيار 13 منهم في المجلس الجديد الذي يستمر أربع سنوات. وأضاف أن الجمعية بدأت بكفالة 100 يتيم ويتيمة حتى وصلت الآن إلى 40 ألفا من خلال 11 فرعا، مبينا سعي الجمعية إلى تطوير عملها عبر نظام تقني متكامل من خلال إيجاد بوابة إلكترونية باسم "بوابة إنسان" تلبي احتياجات الجمعية الإدارية في التعامل مع جميع الفروع المنتشرة في مناطق الرياض.
أوجه الرعاية
وحول أوجه الرعاية التي تقدمها "إنسان" للأيتام، أوضح أنها تشمل تقديم نفقات دورية بمنح الأم ثلاث بطاقات تعرف بـ"بطاقة الدعم الدوري"، الأولى بطاقة مصرف الراجحي حيث تصرف الأم 50 ريالا لكل فرد بالأسرة، والثانية بطاقة المواد الغذائية وتشمل تأمين مواد غذائية بقيمة 150 ريالا لكل فرد من الأسرة، والثالثة هي بطاقة الهرم لشراء ملابس بقيمة 50 ريالا. وأشار إلى أن الجمعية تنفق على بطاقات الدعم الدوري 120 مليون ريال سنويا.
وأضاف أن أوجه الرعاية تشمل مشاريع دعم إيجارات المنازل، حيث تدفع الجمعية إيجارات شهرية تبلغ نحو مليون ريال، إلى جانب مشاريع ترميم المنازل بمبالغ تصل إلى 100 ألف ريال لكل أسرة أيضا، فيما تسعى الجمعية إلى توفير الأجهزة الكهربائية والأثاث للمنازل بمبلغ لا يقل عن مليون ريال شهريا، فضلا عن مشاريع تعليمية وتأهيل الأيتام في مدارس جيدة وإلحاقهم بالجامعات الحكومية والخاصة، وإلحاق المتعثر منهم ببعض المعاهد حيث تلحق بعض الفتيات بالمعاهد الصحية، إضافة إلى تقديم حقيبة مدرسية كل عام دراسي. وقال إن الجمعية تنفق بذلك في المجال التعليمي وحده 10 ملايين ريال سنويا، إلى جانب برنامج "نادي إنسان" الذي يلتحق به نحو 120 طالبا من المرحلة الثانوية والمتوسطة، مشيرا إلى أن جميع هذه المشاريع كلفت الجمعية خلال عشر سنوات 600 مليون ريال.
برامج تطويرية
وحول برامج الجمعية التطويرية المستقبلية، أوضح اليوسف أن "إنسان" بدأت بتنفيذ خطة لتنمية أوقافها الخيرية، تتمثل في إيجاد ريع سنوي ثابت من الأوقاف الخيرية يغطي 50% من مصاريف الجمعية، وأنها بدأت بالفعل تطبيق الخطة، وحصلت على مجموعة من الأوقاف والمشاريع الاستثمارية حققت لها خلال الأعوام الماضية 15% مما تنفقه الجمعية على الأيتام، فيما تسعى الجمعية إلى تطوير عملها حتى يكون نظاما تقنيا متكاملا من خلال إيجاد بوابة إلكترونية اسمها "بوابة إنسان" تلبي احتياجاتها الإدارية، وتخدم فروعها والأيتام إلكترونيا دون الحاجة إلى مراجعتها.
وأكد اليوسف أن هناك إقبالا متزايدا من الراغبين في كفالة الأيتام من عام إلى آخر، غير أن الجمعية تعاني من أن معظم الكفلاء يفضلون كفالة أيتام من صغار السن، مشيرا إلى أن الجمعية تواصل ارتباطها باليتيم بعد انقضاء الكفالة المالية، والعمل على توظيفه، والمساهمة في تزويجه تحت مشروع الأمير عبدالعزيز بن فهد، الذي يتكفل بتزويج ألف يتيم من الجمعية. وأضاف أن الجمعية قامت قبل فترة بتزويج مجموعة منهم، فيما ينتظر 500 يتيم تزويجهم خلال الفترة المقبلة.
وبين أن برنامج الأمير سلمان بن عبدالعزيز لأبناء "إنسان" يسعى إلى تأهيل الأيتام في عدة مسارات تشمل التوظيف المباشر، والتدريب المنتهي بالتوظيف، ومسار التعليم الجامعي، ومسار الابتعاث، حيث ابتعثت الجمعية 55 طالبا من منسوبيها إلى أرقى الجامعات العالمية في أميركا وكندا وبريطانيا، وبعض الدول الأخرى بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، ونتوقع أن نبعث في كل عام عددا مماثلا من الأيتام.
قرية "إنسان
وحول فكرة قرية "إنسان"، أوضح اليوسف أن الفكرة مستقاة من مبادرة قرية إنسان فكرة نمساوية قام بها عالم يتيم اسمه جرمين لتوفير دور رعاية الأيتام حينما اكتظت بهم الملاجئ بعد الحرب العالمية الثانية وإنشاء المنظمة الرائدة آنذاك باسم "منظمة sos"، مشيرا إلى أن الجمعية استقت من الفكرة الرائدة وطورتها بما يتناسب مع المجتمع السعودي، خصوصا أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ يعمل في المنظمة العالمية أثنى على مشروع قرية "إنسان" التابع للجمعية أثناء زيارته، وأشاد بفكرة إنشاء الفلل للأيتام، وقال إن إنشاء 12 فيلا بدلا من 40 فيلا، تسهل من رعاية المنسوبين، وأن المنظمة ستنتهج هذه الخطة في المرات المقبلة.
وحول نية الجمعية للتوسع في فروعها خارج منطقة الرياض، أوضح اليوسف عدم وجود هذه الفكرة، وأن الجمعية تكتفي بالتعاون مع الجمعيات الأخرى في أنحاء المملكة مثل جمعية كافل بمكة، والشرقية وجمعية "أبناء" بالقصيم وأبها والجنوب وحايل والقريات، ونجران، ومساعدتها في وضع الهياكل الإدارية وتدريب موظفيها.
وعن الموارد المالية للجمعية، أكد أن الجميعة لديها 700 عضو وعضوة يدعمون عملها بما لا يقل عن ألف ريال شهريا لكل عضو، فيما يبلغ عدد الأعضاء الكافلين 15 ألفا، مشيرا إلى أن معظم العاملين بالجمعية سعوديون، وأنها حصلت على المركز الأول في جائزة الأمير نايف للسعودة.