أعلن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين أمس أن قواته المسلحة قامت بتحرير مدينة هجليج، فيما قالت حكومة جنوب السودان إن قواتها بدأت انسحاباً غير مشروط من المنطقة النفطية. وقال حسين في خطاب نقله التلفزيون "حرر جنودنا المنطقة بعد أن كبدوا عدونا خسائر بشرية ومادية فادحة". وأضاف "الجنود كانوا يقتربون من هجليج بحذر لتفادي تدمير ما تبقى من البنى التحتية". وكانت جوبا قد أعلنت في وقت سابق أمس أنها بدأت انسحاباً فورياً لقواتها، وقال وزير الإعلام الجنوبي بارنابا ماريال بنجامين للصحفيين "في ضوء أوامر الرئيس سلفا كير، نعلن صدور أوامر لقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان بالانسحاب من هجليج". وأضاف "أن الانسحاب سيكتمل في غضون 3 أيام. وتابع "نريد تحديد مصير المنطقة بواسطة التحكيم الدولي".

وكانت مصادر سودانية قد أكدت فجر أمس أن القصر الرئاسي في الخرطوم نقل نبأ استعادة السيطرة على الحقل النفطي إلى قيادات في الحكومة والحزب الحاكم. وأشار شهود إلى وقوع اشتباكات عنيفة انسحب على إثرها الجيش الشعبي جنوباً. وكان مدير جهاز الأمن السوداني محمد عطا المولى قد عرض تسجيلات صوتية لقيادات بحكومة الجنوب تحوي تعليمات مباشرة لقيادات الجيش الشعبي وحركة العدل والمساواة بضرورة حرق وتدمير آبار النفط إذا قرروا الانسحاب.

من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن استيلاء الجنوب على الحقل النفطي كان عملاً غير مشروع، معتبراً أن جوبا تنتهك سيادة جارتها السودان بهذا العمل، ودعا البلدين لوقف القتال. وفى السياق ذاته قال المبعوث الأميركي الخاص للسودان برنستون ليمان إنه أبلغ جوبا أهمية سحب قواتها لنزع فتيل الأزمة مع الخرطوم، داعياً إلى وقف العدائيات بين الطرفين تمهيداً لبدء المفاوضات.

في الوقت ذاته أعلنت جامعة الدول العربية عن اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية الخميس المقبل، لمناقشة التوتر الحالي بين دولتي السودان. وكانت الخرطوم قد تقدمت بطلب رسمي للجامعة لعقد اجتماع عاجل لبحث مشكلة دخول قوات الجنوب لمنطقة هجليج النفطية.