أكدت سيدات أعمال سعوديات بالمدينة المنورة أن الإجراءات التي تتبعها الجهات المعنية بالاستثمار تمثل أبرز العقبات التي تواجههن, مؤكدات على محدودية الفرص التي تساهم بغياب المستثمر السعودي على حد قولهن.

"الوطن" التقت بمجموعة من سيدات الأعمال بالمدينة المنورة للوقوف على أبرز النقاط التي من الممكن أن تتسبب في ضعف استثمار المرأة السعودية.

تقول بشرى قاري إحدى المستثمرات بأن الإجراءات والصعوبات التي تتبع قرار الاستثمار هي من تحد من عدد المستثمرات في المدينة -على حد قولها- حيث يتطلب الأمر استخراج التراخيص من أكثر من جهة حكومية التي نلاحظ فيها التذبذب في القرارات والتعاميم وإعطاءنا تعليمات خاطئة أحيانا.

وتضيف أن الأقسام النسائية بالدوائر الحكومية لا تملك الصلاحيات الكافية لإنهاء المعاملات، فلا بد من العودة للقسم الرجالي.

وأوضحت سيدة الأعمال إيمان فلاتة عن محدودية الفرص واقتصارها على المشاغل النسائية أو في مجال خدمات الأفراح وما إلى ذلك, ومنع فرص الاستثمار بالأنشطة الرياضية كالنوادي النسائية التي تجد إقبالاً من مرتاديها في باقي مدن المملكة.

وطالبت فلاتة الجهات المعنية بمعاملتهن معاملة المستثمر الأجنبي وأن يقتصر إصدار التصاريح من جهة واحدة لتسهيل عملية الاستثمار على المرأة السعودية.

وفي سياق متصل، ذكرت هنادي بلال أن من أهم شروط نجاح الاستثمار وجود بيئة مناسبة لذلك, فمتى ما كانت هناك محدودية بالفرص سيتوجه المستثمر السعودي إلى الخارج أو تغيير مجال عمله, وطالبت بوجود رقابة على أصحاب العقارات ووضع سقف أعلى لأسعار المحلات التجارية للحد من التجاوزات الفردية.

في حين شددت المستثمرة لمى بافقيه على ضرورة إقامة دورات وورش عمل للسيدات والفتيات من قبل الغرفة التجارية وتوفير المعلومات الكافية للاستثمار, مؤكدة أنه لا بد من توفر مقومات النجاح أولاً وتسهيل الإجراءات الحالية التي تتسم بالروتين والمركزية واستبدالها بالمعاملات الإلكترونية.

وأضافت بافقيه: "ندرة الفتيات السعوديات المتميزات بأعمال التجميل والمكياج يضعنا في حرج مع مكتب العمل الذي يشترط نظام السعودة".

من جانبها، أكدت مديرة مركز سيدات الأعمال بغرفة المدينة المنورة مروة عسيلان لـ"الوطن" أن طبيعة الاستثمار هي المبادرة وابتكار الفرصة واقتناص الفكرة التي تتولد منها شرارة العمل الاستثماري، وكثيراً ما تكون الأفكار الجاهزة عصية على الترجمة على أرض الواقع ليس لأن المشروع أو الدراسة غير مكتملة الجوانب أو أن أوانها لم يحن وإنما الأمر مرهون بمدى الاستعداد والحماس لتبنيه وتحمل نفقاته والأعباء المترتبة عليه ولهذا فإن أفضل أنواع الاستثمار والمشروعات الناجحة هو الذي يخرجه المستثمر من جرابه.

وعن محدودية الفرص الاستثمارية للمرأة: "إن من يعاني أو يدخل نفسه في نفق التقليد ولا يكلف نفسه عناء البحث والتنقيب عن الفرصة المناسبة من خلال معطيات المعلومات المتوفرة بين يديه يجد نفسه عالقاً في شباك التقليد، ولذلك نحن نسعى لفك هذا الحصار في التفكير الاستثماري لدى سيدات الأعمال في المدينة المنورة بورش العصف الذهني".

وأضافت: "سيدات الأعمال تحللن من مشاغل النساء العادية بمشاغل أخرى فرضتها العولمة واتساع أفق الأعمال أمام سيدات الأعمال لقطاعات تجارية وخدمية أخرى. وقد كان للمدينة المنورة قصب السبق في هذا الشأن، حيث قدمت سيدة الأعمال غادة باعقيل تجربة رائدة تعدت إطار المحلية والإقليمية بنيلها جوائز عالمية في مشروعها المنفرد "غادة المدينة للتوحد"، بالإضافة إلى سيدة الأعمال هنادي بلال التي أبدعت في تقديم وتطوير مشروعها "مقهى mp3".

وأوضحت أن انضمام سيدة الأعمال إلى عضوية الغرفة التجارية يكسبها الاستفادة من الخدمات التي تقدمها الغرفة ومن أبرزها توفر لأعضائها المعلومات الخاصة بالتطورات الاقتصادية بالمدينة، وذلك من خلال النشرات الدورية ومجلة الغرفة وموقع الغرفة الإلكتروني، إلى جانب الفرص الاستثمارية المتاحة داخل المدينة المنورة, والمشاركة في المؤتمرات والملتقيات والدورات، التي تنظمها الغرفة بشكل عام ومركز سيدات الأعمال بشكل خاص, مشيرة في الوقت نفسه إلى أن عدد المنتسبات للغرفة التجارية بالمدينة يتجاوز 600 سيدة في حين تقتصر نسبة الفاعلات على 20% منهم.

"الوطن" قامت بالتواصل مع مدير مكتب العمل بالمدينة المنورة عبدالخالق العتيق للحصول على تعليقات حول شكاوى سيدات الأعمال، إلا أنه رفض التصريح موكلاً المهمة للناطق الإعلامي بمكتب العمل حطاب العنزي, في حين قامت "الوطن" بإرسال استفساراتها للناطق الإعلامي منذ 6 أيام، إلا أن "الوطن" لم تستلم الرد حتى الآن.