شكت ربة المنزل سميرة محمد من عزوف أطفالها عن تناول بعض الفواكه وبينت أنها دائما تواجه صعوبة في توضيح القيمة الغذائية للفواكه التي لا يفضلها أطفالها. وقالت إن الأطعمة المغلفة وشرائح البطاطا من أهم الوجبات اليومية لديهم، بينما يغفلون بقية الفواكه؛ مشيرة إلى أن أحد أطفالها ويبلغ من العمر (11عاما) لم يذق طعم البرتقال طوال عمره على الرغم من أهميته. وأضافت أنها تحايلت أكثر من مرة على طفلها وبطرق متعددة إلا أنها لم تفلح في إقناعه بقيمة البرتقال وفائدته وخاصة في فصل الشتاء. وقالت المعلمة فاطمة سلطان: إن طفلتيها لا تفضلان من الفواكه إلا الفراولة والموز فقط وعلى الرغم من محاولات معلمتهما في الروضة إلا أنهما تصران على هذين النوعين من الفاكهة دون غيرها.
وأمام هذا العزوف استشعرت بعض التربويات دورهن في غرس ثقافة الأطعمة الصحية لدى الطلاب وشرعن في تنفيذ برامج ومهرجانات في المدارس لجذب الأطفال إلى الفواكه والتوعية بالقيمة الغذائية للأطعمة الطازجة وأضرار المواد المغلفة التي تحتوي الكثير من الأضرار والصبغات الكيماوية والمواد الحافظة. وفي هذا الجانب نفذت معلمات ومديرة الروضة الثانية بالحوية مهرجان لأطفال الروضة والبالغ عددهم 72 طفلا أسمينه "مهرجان الفواكه" للتعريف بأهمية الفواكه وقيمتها الغذائية وحاجة الجسم لها ودورها في النمو العقلي والبدني. وذكرت مديرة الروضة الثانية بالحوية هدى عالم أن البرنامج الذي أقامته الروضة يأتي في إطار التعريف بالفواكه وأهميتها مشيرة إلى أن كثيرا من الأطفال لا يفضلون بعض الفواكه وربما أغلبها لذلك كان هذا البرنامج ليعطي الأطفال صورة حقيقية للفواكه وأهميتها وفائدتها إضافة إلى أن الأطفال قاموا خلال البرنامج بتنفيذ أعمال فنية استهدفت رسم الفواكه بألوان جذابة وكذلك المشاركة في إعداد سلطة للفواكه والتنسيق مع المعلمات في صنع أركان مختلفة من الفواكه سواء الطازجة أو المجففة وكذلك تم توزيع المطويات الخاصة بفوائد كل نوع من الفواكه وما تحتويه من قيمة غذائية. وبينت أن الركن الفني احتوى على الطباعة وعمل الكولاج الخاص بكل فاكهة، مع الإشارة إلى أن البرنامج شارك فيه عدد من المعلمات اللاتي أشرفن على تنفيذ المهرجان. من جهتها قالت أخصائية تغذية علاجية في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي ومركز الأورام بجدة ريهام مصلي إنه ينبغي على الأسرة أن تهتم بغذاء أطفالها الصحي وأن تكون الفاكهة لديهم بشكل يومي وأن تعزز الأمهات قيمة الفاكهة وأهميتها لدى أطفالها وذلك بتحضيرها بصورة لم يعهدها الأطفال إضافة إلى تقطيعها بأشكال جميلة تغري الأطفال وخاصة الفواكه التي لا يميل إليها الصغار.
وأشارت مصلي إلى أن الفاكهة هي غذاء هام لصحة الأطفال وقالت إن الأم وأفراد الأسرة يقع عليهم جذب انتباه أطفالهم للفواكه عامة وخاصة التي لا يحبذونها محذرة من الوجبات التي تقدمها المدارس وداعية إلى أن يكون هناك وعي كبير في الجانب الأسري والمجتمع بأهمية أن يحمل الطالب معه فاكهة في حقيبته ليتناولها في المدرسة بين أقرانه. وأضافت أنه للأسف أن المدرسة لا تعطي دافعا لدى الطلاب بأهمية تناول الفاكهة والوجبات الصحية، كما قارنت بين الدور التوعوي للمدارس في حث الطلاب على انتقاء أغذية صحية تساعدهم في تنمية عقولهم وأجسادهم وبين ما يتم طرحه في المقاصف الدراسية من مواد في أغلبها غير صحية ومليئة بالصبغات الكيماوية والمواد الحافظة وتضر بالأسنان وبالصحة بشكل عام.