تبالغ بعض الأسر في منح أبنائها الأطفال والمراهقين مساحة واسعة من الحرية والاستقلالية في اختيار أثاثات غرف نومهم وترتيبها بالطريقة التي يرغبونها وتغييرها متى طلب الأبناء ذلك، فيما تؤكد اختصاصية اجتماعية أن مبالغة الأسر في تدليل الابن بتركه يختار المفارش والديكورات التي تعجبه بحسب الشخصيات الكرتونية المطبوعة عليها تشجع على الاستهلاك العشوائي لدى الطفل كما أنها تؤدي إلى طمس شخصيته وذوقه الخاص، وتقمصه لتلك الشخصيات الكرتونية والتي كثيرا – حسب قولها - ما تفتقر للآداب، وتشجع الأطفال على السلوكيات السلبية.
ويقول تركي خالد إنه عندما تمّلك غرفة خاصة للنوم كان هو من اختار ديكورها ولون طلائها وسجادها، وخلت من الرسومات، مشيراً إلى أنه شعر بالفرح والبهجة والسرور بأنه لا يقل عن غيره ويشعر بالتجدد والانتعاش، خاصة عند قدوم الامتحانات لأن ذلك – حسب قوله – يساعده على المذاكرة والاستيعاب. وأشار تركي إلى أن التغيير بين فترة وأخرى ينعش الإنسان ويزيد نشاطه مؤكداً أنه يجد المتخصصين دائماً ينصحون بتغيير ديكور الغرف بين فترة وأخرى لأن ذلك يدخل البهجة على الشخص الذي غير ديكور غرفته عن طريق تحريك الأثاث من مكان إلى مكان آخر أو عن طريق شراء أثاث غرفة وأيضاً لكسر الروتين الممل.
وقالت رهف الجهني: عندماً اشترى لها والدها غرفة نوم جديدة لم يسعها التعبير عن شدة الفرحة العارمة بتحقيق حلمها أن يكون لها غرفة مستقلة بعيداً عن مشاكل وتسلط الإخوة الكبار.
وأضافت: كنت أنتظر هذه اللحظة منذ زمن، حيث غيرت أيضا الروتين الذي كنت أعيشه في الغرفة السابقة إلى روتين أجمل وأنشط، كما أن تغيير الغرفة وبعض ديكوراتها يعطيني فرصة كبيرة للاعتماد على الذات في تنظيف وترتيب الغرفة، دون الحاجة للعاملات أو أمي". وأشارت الجهني إلى أن زميلاتها بالمدرسة أغلبهن يمتلكن غرف نوم خاصة بهن لأن ذلك يدفعهن للاستقرار في الدراسة، وطالبت الآباء والأمهات بشراء غرف خاصة لأبنائهم لما تعود به عليهم من نفع في المستقبل بالاعتماد على أنفسهم.
وقال محمد سعيد – بائع غرف النوم - إن الإقبال كبير من قبل المواطنين لشراء غرف نوم للأطفال سواء للبنين أو البنات، مشيراً إلى أن الأسعار في متناول الجميع ويمكن شراء الغرفة مجزأة وذلك بتفصيل كل قطعة على حدة، كما أن محلات بيع الغرف بالمدينة انتشرت بكثافة عالية وأصبح لها رواج كبير بين الأسر. وبين سعيد أن الشهر الماضي وحده ركب أكثر من 30 غرفة نوم للأطفال. وأوضح أن غرف البنات ذات الألوان الفاتحة هي الأكثر طلبا، مشيراً إلى أن مواطن اشترى غرفة نوم لابنته في قرية نائية تبعد عن المدينة 240 كيلومتر.
ومن جانبها ذكرت الاختصاصية الاجتماعية أمل عياد الجهني أن التجديد في غرف الأبناء له دور كبير في كسر الروتين في حياتهم، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم و ذوقهم، خاصة إذا ساهموا في تلك الاختيارات والتغييرات. وقالت عندما يصطحب الآباء أبناءهم لاختيار غرف النوم قد ينبهر بعض الأبناء الصغار بشكل وتصميم الغرف والأسرة، والتي تكون مصممة بأشكال ملفتة للانتباه، كالسرير المصمم على شكل السيارة مثلا، وكثير منها تكون غير ملائمة من ناحية السلامة، مثل أن تكون ذات زوايا حادة خاصة في غرف الأطفال دون سن 6 سنوات.
وأشارت إلى أنه على الوالدين مراعاة تجهيز غرف الأبناء وأماكن التخزين فيها بحيث يتمكن الأبناء من الاعتماد على أنفسهم في ترتيب وتنظيف غرفهم.
وأضافت أن الوالدين غير ملزمين بتغيير أثاث الغرفة الأساسي كل سنة، أو كل فصل، ويجب أن يكون الديكور ملائما للأبناء حتى سن 10-12 سنة، فلا يتنازل الوالدان عن شراء أثاث لا يدوم طيلة هذا الوقت. ومن ثم تكون التغييرات في الديكورات الثانوية مثل تغيير أماكن الأثاث والمفارش والستائر والإكسسورات الأخرى.
وقالت الجهني " يبالغ بعض الآباء في الاستعانة برأي الطفل في اختيار المفارش والديكورات التي تعجبه بحسب الشخصيات الكرتونية المطبوعة عليها، وهذا يشجع على الاستهلاك العشوائي لدى الطفل. كما أنه قد يؤدي إلى طمس شخصيته وذوقه الخاص، وتقمصه لتلك الشخصيات الكرتونية، والتي كثيرا ما تفتقر للآداب، وتشجع الطفل على السلوكيات السلبية، فيجب على الوالدين تعزيز ثقة أبنائهم بأنفسهم وعدم تشجيع الأبناء على التعلق الشديد بتلك الشخصيات، فلكل من الأبناء شخصيته الفريدة التي تستحق العناية والتعزيز".