من مسلَّماتنا العجيبة: أنه لا يمكن أن يثري إنسان بطرق مشروعة يبدؤها من الصفر! هؤلاء الأثرياء من رجال الأعمال ـ حسب هذه المسلمة ـ لا يعرفون كلمات مثل "كفاح ـ صبر ـ مثابرة ـ تعب ـ عمل... إلى "أخِّخِخخخه" من هذا القاموس المكتوب حصرياً على جبين الفقراء والمساكين من الطبقة الكادحة! ولماذا هم فقراء ومساكين وأطباق كادحة؟ لأنهم لم يختلسوا ولم يرتشوا ولم يشاركوا في مقاولاتٍ بالباطن؛ هذه هي أسرار الثراء والنجاح في سوقنا، ويستحيل أن تجتمع الأسرار وعلانية الشرف والنزاهة والأمانة؛ فالشريف لا بد أن يكون معدماً، والنزيه مسحوقاً، والأمين مغفّلاً لم يستفد من منصبه!!

ولهذا يضطر الكُتَّاب المهتمون بنشر التفاؤل وتطوير الذات، كالزميل الجميل/ عبدالله "المغلوث بالنجاح" ـ المغلوث تعني "المسعور" ـ إلى الاستعانة بأساطير الغرب والشرق؛ لأننا نصدق أن "والت ديزني" بدأ رساماً عادياً وكافح طويلاً ليملأ الدنيا بهجة، لكن "إيه هيِّن" لو قيل: إن "عبدالمحسن الحكير" ـ الملقَّب بـ"ديزني السعودية" ـ لم يستمتع باللعب كغيره من الأطفال؛ حيث بدأ رحلة الكفاح صغيراً وكان يفك ويركب ويصلح ويصمم ويبتكر بنفسه! ونصدق أن البنغالي "النوبلي"/ "محمد يونس" بدأ موظفاً "كحياناً"، أما أن "ابن لادن" بدأ "حمَّالاً" فكثِّر منها!!

ولهذا لا بد أن نشيد بقافلة الإعلاميين السياحية بقيادة الدكتور (غير الطبيب اسم الله عليكُنَّكم)/ جاسر الحربش، ومندوب مملكة النحل/ محمد الرشيد؛ حين قررت محو أمية كتاب الرأي، ببرنامج مكثف في "قصيم الزمان" ـ وحقوق التسمية محفوظة للزميل/ "آسر محمد السحيمي" ـ يهدف إلى تعريفهم بالجهود العملية الفردية التي عرفت بها المنطقة منذ "العقيلات" أويلاه!!

وقد قرأتَ وسمعتَ كثيراً عن أسطورة/ "سليمان الراجحي" لكن أن تلتقيه شخصياً فتلك مفاجأة لم ولن ولا تتمنى أن تفيق منها!

أول ما يخترق عقلك الباطن: أن البساطة والتواضع والمرح هي أعلى مستويات "العظمة"! تتوجها عفوية شديدة تعكسها لهجته "البكيراوية" يلخص بها تجربة ثمانين عاماً: "مابُهْ أحلام.. بُهْ شغل وكرف.. ما بُهْ حظ.. بُهْ رزق.. بس ما يجيك وانت "نَيْم".. والله ما يِكُبْ حِرْوَكْ (رجاءك) لا صرت صادقٍ مُعُهْ سبحانه"!

وسيرته التي بشرنا محمد ـ ابنه ووريثه في الحياة قبل الوفاة ـ بأنها تحت الطبع مليئة بالتفاصيل العملية المدهشة، التي تؤكد أنه يستمتع بالعمل ذاته لا بثمراته؛ كما وصفه الزميل الاقتصادي/ "فضل البوعينين"!

هل يخطر بذهن النشيط ـ لا الكسول ـ أن يستغل الرحلة المتجهة خارج المملكة في صرف عملة للركاب؟ هل هو أول بنك طائر؟

أما سالفة "الخبزة" ـ وأهل البكيرية يمطون حروفها حتى تصبح "صامولية" ـ فنكملها غداً، إن سمحتُنَّتُم!!