نظرياً، تبدو الفكرة خلابة حينما نتحدث عن مواجهة بطل العالم وأوروبا في مباراة ودية.

ونظرياً يبدو مقبولاً للغاية أن تجعل من مواجهة المنتخب المصنف الأول عالمياً فرصة للعودة إلى بوابات المواجهات الدولية في يوم من أيام الفيفا.

أما على المستوى العملي، فإن التدرج كان أجدر بالمراعاة، فلا يعقل أن تطلب من رضيع أن يتعلم الجري قبل أن يبدأ الزحف.

للمواجهة مع الكبار فوائدها، وأبسط تلك الفوائد كسر حاجز الرهبة، واعتياد اللعب تحت ضغط الأضواء والاهتمام، لكن هذا لم يكن مبرراً لأن يتحول المنتخب السعودي كيس رمل تدريبي لملاكم من الوزن الثقيل.

وإذا كان من الصعب على منتخب يحتل مرتبة تقع خلف الرقم 100 في سلم التصنيف أن يفرض برنامجه ومواعيده على المنتخب صاحب الرقم 1، فإن هذا أيضاً لا يبرر أن يلقي الأخضر بنفسه في أتون محرقة إسبانية في أول خطواته، مع كل الانعكاسات السلبية التي يمكن أن تخلفها على بقية المشوار.

لم يكن الأخضر شجاعاً كما قال مدرب الإسبان فيسنتي دل بوسكي، بل كان متهوراً، لأن مواجهة منتخب من عيار بطل العالم وأوروبا، كانت تتطلب على الأقل أن يكون الأخضر قد خاض قبلها بعض الاختبارات الأخف وطأة حتى لايتحول الأمر إلى مجرد مناورة تدريبية لرفاق تشافيز وفيا.