بالنسبة لأخصائي تركيبات وزراعة الأسنان أحمد القباري، فإن تجربة الابتعاث هي نقطة تحول من العيش في حياة أسرية إلى عالم فردي مستقل، يتطلب الاعتماد على الذات، والابتعاد عن المحيط الاجتماعي الذي قضى حياته فيه، ليعيش تجربة جديدة "يصفها بالقاسية في بدايتها، والحلوة في نتائجها".

يقول القباري "واجهت صعوبة في بداية فترة الابتعاث ولكن الاستعانة بالله والتوكل عليه في كل أمور الحياة والمحافظة على الصلاة كانت أهم العوامل المساعدة في خوض غمار التجربة، والاعتماد على النفس في تسيير أمور الحياة اليومية، والصبر على الحنين إلى الوطن".

أحمد بدأ رحلة الابتعاث في عام 1427، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ونال خلالها درجة البكالوريوس في تكنولوجيا وزراعة الأسنان من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، يشير أحمد إلى أن أفضل ما تعلمه من هذه التجربة هو ضبط النفس وإدارة الوقت وبرمجته بشكل يليق بمستوى النجاح الذي يتطلع إليه قائد مسيرة التعليم العالي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ويتمنى أن يحقق ولو جزءاً يسيراً من تلك الآمال التي يتطلع إليها، مضيفاً بقوله "نحن عندما نتحدث عن تجربتنا كمبتعثين فإننا وبكل تأكيد نتحدث عن المستقبل، وأتمنى أن نعود لأرض الوطن، لنعمل يداً بيد لدعم عجلة التنمية والارتقاء باسم المملكة عالياً لتكون في مقدمة الدول المتطورة علمياً".

ويؤكد أحمد أن تجربة الابتعاث لم تقتصر على التحصيل العلمي، حيث كون من خلالها صداقات متميزة، وتعرف على شخصيات داعمة، يلجأ إليها لأخذ المشورة، ومن بينهم زملاؤه القائمين على نادي الطلبة السعوديين في الأردن، حيث يعتبر أن من إيجابيات الغربة عن الوطن التعرف إلى أشقاء جدد من الطلاب السعوديين، ومشاركتهم المناسبات السعيدة، والاستعانة بهم عند مواجهة المصاعب.