سعد الكناني
إعلامي عراقي
بالرغم من محاولات الحكومة الحالية اليائسة للتعتيم على ظاهرة الفساد التي أصبحت تزكم الأنوف واعتراف العديد من الكتل والأحزاب المشاركة في العملية السياسية بها لأغراض ( المزايدات السياسية ) لا تزال شبكات الفساد في العراق تتمتع بالحيوية والثبات! لوجود من يحميها ويشارك فيها، وأنها تستطيع تحدي قرارات الدولة والقضاء وتوقفها أو تلغيها، والفساد الذي أصبح يهدد الأمن والاستقرار ومستقبل هذا البلد بلغ مرحلة لم يشهدها تاريخ العراق كله، بل أصبح عراق اليوم كل شيء فيه وارد، فهو البلد الذي أضاع الهوية وحكامه يحاسبون ويلاحقون من يدافع عن عروبته وهويته وهو في محنة حقيقية؛ حيث هناك طبقة من النبلاء وهم الساسة ولديهم رعاياهم الذين يذيقون الشعب العراقي الظلم ويجبرونه على التخلف والتقهقر؛ فالعراق اليوم ليس عراق الأمس، بالأمس كان هناك دكتاتور واحد، واليوم وفي ظل ديمقراطية أميركا هناك عشرات الديكتاتوريين من الصف الأول والثاني والثالث وجميعهم بحصانة ونفوذ، وفيه كل شيء جائز، ففيه المحسوبية والطائفية والشوفينية والجريمة المنظمة والمخدرات والهلوسة والحشاشة والعمالة والتجسس والمرتزقة ومحترفو القتل والخطف، وفيه وعاظ السلاطين وعلب الليل وعصابات خطف الأطفال وبيع أحشاء الناس والنصب والاحتيال والفساد وشبكاتهم الرسمية ورديفاتها، وأصبحت معالجات الفساد بالفساد نفسه، ورغم مطالبة الشعب العراقي بمكافحة الفساد والقضاء عليه لم تحسم ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين لوجود من (يحميهم ويرعاهم) ولا يوجد للبرلمان أي فعل رقابي فعال وجاد باتجاه المعالجة الحقيقية لأنه خاضع لأجندات مصالح الكتل السياسية المسيطرة؛ وبالتالي فإن ثروة العراق منهوبة وأصبح المواطن العراقي البسيط ينطبق عليه المثل الشعبي (يركض والعشا خباز) بفعل هدر المال العام والفساد من قبل الذين يتقاسمون الجسد العراقي بكل ما فيه دون إبقاء شيء للشعب المسكين، في حين تراهم على شاشات التلفزة وعلى المنابر (التجارية) يتحدثون عن القيم والمبادئ! وعليهم أن ينتبهوا، إن الشعب العراقي لا يقبل بكل هذا الظلم.