أحمد سعيد أبوحسان

جدة


في ظل العيش الكريم الذي توفره المملكة للمواطنين والمواطنات وحتى للوافدين والوافدات، حيث إنني فرحت قبل أكثر من تسعة أشهر كمواطن بقرار سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بصرف إعانة للعاطلين عن العمل.

كم بعث هذا القرار من تفاؤل، وزاد من الأمل في ترجمة روح التكافل الاجتماعي بين الدولة وزهرة شبابها.

وبدا بعد هذا القرار كأن في الجو غيمة لتراكم التصريحات التي كان معظمها متضاربا، لتبدأ أطول مرحلة تفصيل تنفيذ للبرنامج الذي أطلق عليه بعد جهد جهيد "حافز" الذي ولد أخيراًً! تم إطلاقه من خلال موقع إلكتروني وبدأت مرحلته التمهيدية بالتسجيل عبر الجوال، وبدأت مرحلته التعقيدية لإنشاء حسابات بنكية ولم يحدث أن رفضت بنوكنا فتح حسابات كتلك التي رفضتها لهذا النظام "حافز"، تلتها المرحلة الأكثر تعقيداً وهي حصر الفئة العمرية بين 20-35 سنة، رغم أن هناك من تجاوز هذا العمر وهم يحلمون بالوظيفة، واستبعاد من يملكون سجلاً تجارياً حتى لو لم يكن لهم أي نشاط تجاري.

وأخيراً المرحلة التعجيزية وهي اشتراط بعض الشروط حتى يتم تسلم هذه الإعانة.

إنني أستغرب أن أنظمة وشروط القبول والتوظيف في كل مجال عندنا لم تدخل موسوعة جينس. فلن تجد للأسف أصعب من شروط قبول جامعاتنا، ولن تجد أصعب من شروط التوظيف، شروط للأسف ذهبت بعاطلينا وعاطلاتنا أدراج الرياح، والقطاع الخاص يتحجج بدعوى التطوير والتأهيل حتى كأن هؤلاء العاطلين والعاطلات لم يدرسوا، ولم يتعلموا، ولم يتدربوا، لذا لم أستغرب من استخدام هذه الأسطوانة المشروخة مع نظام حافز التي دائماً ما نصدقها وهي أننا لا نجد مواطنين ومواطنات مؤهلين رغم أننا نستقدم سائقين، وبقدرة قادر يعملون حلاقين، بل إن قطاعات العمل لدينا للأسف تستقدم من لا يعلم شيئاً وتعمل على تأهيله وتدريبه وإعادة ترميمه في وطننا الذي يعد أكبر سوق للتدريب، وعندما يأتيهم ابن وبنت الوطن يحتجون بعدم تأهيله وأنهم سيخسرون على تدريبه.

أخيراً حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فكم كان قراره الصائب بادرة خير على بعض العاطلين والعاطلات، وكم ساهم في حل أزماتهم، وأثلج صدورهم، وجعلهم يحسون بكينونتهم، رغم كل ما أخّر تنفيذه من شروط وعراقيل، لنرجو من الله ثم من حكومتنا استمرار دعمها لأبنائها وبناتها بحافز أو بغيره لتستمر هذه الإعانة بعد التخرج والإيعاز للجهات ذات العلاقة حتى توظيفهم في القطاعات الحكومية والخاصة.