بغض النظر عن نتيجة المنتخب السعودي مع نظيره الإسباني إلا أن الخوف والتشاؤم الذي كان عليه الجميع قبل المباراة كان مقبولاً منطقياً خصوصاً بعد السقطات الأخيرة للمنتخب، إلا أنه من غير المنطق أن تصل حد السخرية والاستهزاء بمنتخب البلد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر وفيسبوك).

والأسوأ من ذلك أن تعنون بعض الصحف بعناوين فضائحية، وكأنها تتمنى خسارة تاريخية لمنتخبنا لأن معظم لاعبيه ينتمون للنادي المنافس لناديها المفضل.

اللاعبون ليسوا معزولين عن عالمنا، وكل ما يدور وسط الجمهور يصل إلى اللاعبين مباشرة من خلال الإعلام الجديد وهو ما وضح تأثيره على اللاعبين الذين كانوا متخوفين ومرتبكين ويفكرون في ردة الفعل قبل الفعل ذاته، وهو ما جعلهم يخرجون من جو المباراة، وكان كل منهم يحاول أن يتخلص من الكرة فقط.

أعود للمباراة التي أرى أنها جاءت في غير وقتها، فالكرة السعودية تمر بمرحلة رهبة وخوف، والجماهير مصدومة من النتائج، لذلك فإن اختيار الوقت كان في غير محله، وكان يجب أن تعاد الثقة للاعبين والجماهير بالتدرج، فكيف لمنتخب لا يستطيع التغلب على تايلاند وإندونيسيا ويخسر بنتائج قاسية أمام أستراليا واليابان أن يقارع منتخب إسبانيا صاحب الرقم واحد على العالم، والذي تفصله عنا 104 أرقام.

المباراة باختصار كانت إما أن تكسب وتستعيد الثقة المفقودة أو تخسر وتتضاعف الصدمة، وهو ما حدث وزاد من الصدمة للاعبين كانوا لا يقوون على الحركة، وظهروا أشبه بجثث هامدة.

إدارة المنتخبات يجب أن تعي أن التغيير يجب أن يبدأ من الفئات السنية، حيث يجب تسخير كل شيء لها من وديات عالمية أو مشاركات دولية قوية والبوح بذلك علناً.

أما لاعبو المنتخب الحالي فلابد أن نشعرهم أن تاريخ صلاحيتهم انتهى لأنهم لا يشعرون بقيمة القميص الذي يرتدونه.