إعلانات إلكترونية عديدة، وجدت طريقها نحو جمهور الشباب، عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و"تويتر"، بالإضافة إلى شبكات البريد الإلكتروني الشهيرة، تحوي في داخلها عروضا لحزمة من دورات في التأهيل الإعلامي بوسائطه المختلفة من حيث التقديم، والإعداد التلفزيوني، والإذاعي، والأسلوب الحديث في الكتابة الصحفية، بمبالغ لا تتجاوز في غالبها ثلاثة آلاف ريال للدورة الواحدة، وجميعها تستهدف الشباب على وجه العموم.
عروس البحر .. المدينة الساحلية "جدة" أضحت ساحة مشتعلة خلال الأشهر الماضية بتقديم الدورات الإعلامية المتنوعة، والتي رغم كلفتها الأعلى نسبياً بين مستوى التخصصات المختلفة كالدورات الحاسوبية والإدارية، والموارد البشرية، إلا أنها تستقطب الكثير من الشباب وفقاً لحديث عدد من مديري المراكز التدريبية.
في إحدى الدورات الإعلامية بأحد المراكز التدريبية بشمال جدة، انخرط أكثر من عشرين شابا سعوديا من الإعلاميين المبتدئين في أول دورة تدريبية يحضرونها في المجال التلفزيوني المتخصص، وتتناول كيفية صناعة قوالب الإعداد، والتقديم المرئي، من فن الإلقاء، وإجادة اللغة، وطرق الإعداد، امتدادا إلى كافة جوانب فنون التقديم، من لغة بصرية، وزوايا الكاميرات، وانتهاء بالتأثيرات النفسية للقطات، وفنون التعامل مع الفنيين.
"الوطن" حضرت زوايا النقاش مع المتدربين الذين ينتسبون في أعمالهم لقطاعات حكومية وخاصة، إلا أن الملاحظ أن أغلب من تحدثوا ركزوا على نقطة يرونها حيوية ومهمة – وفقاً لحديثهم- تتعلق بالبحث عن مهنة بديلة أو جديدة، والابتعاد عن مهنهم التقليدية التي يمارسونها.
أحمد الغامدي، في العقد الثالث من العمر، يعمل مدخل بيانات بإحدى الوزارات الخدمية، قرر أن يخوض المجال الإعلامي للابتعاد عن "روتينية" وظيفته التي لم يجد فيها نفسه، ويؤكد أنه يملك العديد من المهارات الإعلامية كالأداء المتميز في التقديم، وقد دعاه أصدقاؤه لتنمية تلك المهارة عبر "النظرية والتطبيق" بشكل علمي مدروس، عبر الحصول على دورات في هذا المجال.
اختار الغامدي أن يتخصص في "التقديم التلفزيوني"، طامحاً لأن يكون شخصية إعلامية سعودية تناقش "هموم المواطن"، وهو يعمل حالياً في الإعداد التلفزيوني كبداية عمل في خط مهنة المستقبل، "كمتعاون" في إحدى القنوات الخاصة.
المقبلون على مثل هذه الدورات لم يكونوا فقط من العاملين، بل حتى على مستوى خريجي الثانوية العامة، الذين وجدوا في "الدورات الإعلامية"، فرصة لرسم المستقبل أيضاً.
عبد الله سالم الباروم، كان يهوى توثيق المناسبات الخاصة بمدرسته عبر "كاميرته الخاصة"، وهو حالياً مهتم بالدورات التحصيلية لتطوير ذاته الإعلامية المرئية، إلا أنه يهوى ـ كما قال ـ بشكل كبير "التصوير والمونتاج التلفزيوني".
وفي زاوية أخرى ينتقد مجموعة من المتدربين افتقاد مدينة جدة لمعاهد متخصصة في الدورات الإعلامية على وجه العموم، والشأن التلفزيوني على وجه الخصوص، معتبرين أن التأهيل في هذا المجال "حيوي ونوعي" لمعرفة مستجدات صناعة الإعلام.
تهدف مثل هذه الدورات الإعلامية إلى إكساب الشباب السعودي ذخيرة معرفية في أسس وقواعد الإعداد، وخبرة احترافية في مهارات وأساليب التقديم التلفزيوني، من خلال تعريفهم وتزويدهم بآخر ما توصل إليه هذا المجال من تقنيات، وفنيات، وقواعد، والتي من شأنها أن تكون عونا لهم في بداية مشوارهم الإعلامي.
مسؤول أحد المراكز التدريبية الإعلامية المتخصصة في جدة، وائل كردي، قال إن "هناك إقبال كبير من الشباب السعودي على مجال الإعلام المرئي، محللا أسباب إقبال شباب جدة على الدورات الإعلامية في العموم، والتلفزيوني خصوصا، أكد فيه على معلومة قال إنها تعتبر "محورية"، للشباب من الجنسين، وهي أن المجال الإعلامي أضحى سوق عمل حيويا وكبيرا في المملكة، بسبب المساحات التي وفرتها القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية الخاصة، التي تتزايد يوماً بعد يوم.
إلا أنه عاد وقال إن تلك الدورات الإعلامية تسعى إلى إعداد قيادات إعلامية مميزة، وتأهيل كوادر شبابية سعودية تجمع بين الاحترافية والمهنية العالية في المجال التلفزيوني.