ضبطت أجهزة الأمن والاستخبارات السودانية فجر أمس كمية من الأسلحة بمنزل نائب رئيس حكومة الجنوب رياك مشار بالخرطوم، وعثرت بداخله على مستندات ووثائق مرتبطة بالهجوم على هجليج، ومخطَّطات لأعمال شغب وتخريب داخل ولاية الخرطوم لإثارة المواطنين وحملهم على إسقاط النظام. وألقت الأجهزة الأمنية القبض على 17 من الموجودين داخل المنزل وجار التحقيق معهم. وأشار مصدر أمني إلى أن المداهمة تمت بعد ورود معلومات تفيد بوجود مجموعة من المخربين تسعى لإثارة الحرب ضد الدولة.
إلى ذلك أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بعد ورود تقارير تحدثت عن وجود حشود مسلحة في منطقة أبيي الحدودية المتنازع عليها بين الدولتين. وقال الأمين العام بان كي مون في بيان إن وجود هذه الحشود العسكرية يعتبر انتهاكاً لاتفاقية يونيو التي وقعتها الدولتان ونصت على سحب قواتهما من المنطقة.
على صعيد الأحداث في منطقة هجليج نفى المتحدث باسم الجيش الجنوبي فيليب أقوير صحة تقارير تحدثت عن استرداد الجيش السوداني للمنطقة. وقال إنها لا تزال بقبضة قواته، وإن مقدِّمة القوات السودانية تقف على بعد 24 كلم منها، محذراً من أنه في حال محاولة الخرطوم استردادها بالقوة فإنها لن تكون آخر معركة بين الطرفين. ورد عليه مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع بالقول إن القوات السودانية سترد الصاع صاعين في أي منطقة تحدِّدها إستراتيجية الحرب، ولم يستبعد تقدم قواته إلى أبعد من هجليج. وكانت مصادر عسكرية أكدت اتساع رقعة الصراع بين الدولتين، وقالت إن منطقة الكويك بدولة الجنوب قد سقطت في أيدي المتمردين بعد معارك ضارية راح ضحيتها 104 بين قتيل وجريح من قوات الجيش الشعبي. وكانت جوبا قد اتهمت الخرطوم بقصف المنطقة، الأمر الذي نفته الأخيرة، وقالت إنه ليس لديها علاقة بما يجري في هذه المنطقة ولا تتحمل مسؤوليته.