ثمة عدد من اللاجئين السوريين لا يحدوهم الأمل في أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات السورية والمعارضة، حتى مع وجود مراقبي السلام الدوليين.. ويقول أبو سامر، الذي فر من مدينة حمص الخميس الماضي مع زوجته وأبنائه الأربعة ولا يصطحبون معهم سوى الملابس التي يرتدونها "ليس هناك وقف لإطلاق النار ولم يكن هناك مطلقا مثل هذا الاتفاق". وتقيم تلك الأسرة حاليا في شقة من غرفتين بمدينة الرمثا الأردنية على الحدود مع سورية.

وهناك ما يقرب من ثلاثة آلاف لاجئ سوري فروا إلى الأردن منذ أن دخل الاتفاق حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرته السلطات الأردنية ووكالات الإغاثة. وأضاف أبو سامر (38 عاما) "عندما أعلنت الأمم المتحدة أنها ستتدخل لم يكن هذا ما جال في أذهاننا"، منتقدا أن 30 مراقبا أمميا فقط سيتم إرسالهم إلى سورية.

ويشارك أبو سامر في شكوكه عدد من اللاجئين السوريين الذين يشيرون لفشل بعثة مراقبي جامعة الدول العربية المؤلفة من 100 عضو التي انسحبت في يناير الماضي بسبب تصاعد أعمال العنف.

ويقول أحمد حمدان، الذي وصل إلى الأردن السبت لتلقي العلاج الطبي "لم يستطع أكثر من 100 مراقب التحقق من الجرائم التي يشاهدها العالم بأسره على التلفزيون والإنترنت، كيف إذن لفريق من 30 شخصا فعل أي شيء أفضل؟".

وتشهد أعمال العنف تصاعدا بعد فترة هدوء نسبي الخميس، عندما دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مما أدى إلى حدوث موجات من تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن. وذكرت جماعات مساعدة محلية أن نحو 500 لاجئ يدخلون الأردن يوميا، بما في ذلك أكثر من 2000 سوري في 48 ساعة.

وفر خالد (42 عاما) من حمص مع زوجته وثمانية أبناء الأسبوع الماضي، وذلك عبر الحدود مشددة الحراسة بعدما تفادى عشرات من نقاط التفتيش والدوريات العسكرية. وقال خالد "هناك عشرات الدبابات ومئات من نقاط التفتيش ومئات الدوريات. كل من يقول لكم إن قوات الجيش انسحبت من حمص أو درعا إما إنه كاذب أو أحمق".

وبدروه قال أبو حسن (52 عاما) إنه اضطر إلى الفرار من درعا بعدما تلقى تهديدات بالقتل من رجال علويين مسلحين بسبب مشاركة ابنه في مظاهرة مضادة للحكومة. وهو واحد من 500 مدني تمت حراستهم إلى الأردن من جانب "الجيش السوري الحر" المعارض مؤخرا. وأضاف "حتى لو انسحب الجيش من مدينة أو قرية، لا يزال الشبيحة موجودين ويقومون بإتمام العمل".

ويقول السوريون إن بعثة مراقبي الأمم المتحدة ستؤجل فقط الأزمة ولن تنهيها، ويشيرون إلى أن تلك الأزمة تخطت "نقطة اللا عودة". وتقول فاطمة الحمصي (45 عاما) وهي أم لثلاثة أبناء فروا إلى الأردن "يمكن أن ترسل الأمم المتحدة مراقبين وتكتب تقارير وتعقد مناقشات، لكننا جميعا نعلم أن الطريق الوحيد لنهاية هذه الأزمة هي أن يكون الله والسلاح معنا".