كشف جهاز إدارة الثروات في مجموعة ليودز المصرفية أمس أن واحدا من بين كل خمسة بريطانيين يملكون مدخرات تزيد على 250 ألف جنيه إسترليني (398.8 ألف دولار) يفكر في العيش في الخارج بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة إضافة إلى الضجر من الجريمة والطقس السيئ.

وتحاول بريطانيا التي تواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ نحو 100 عام جاهدة إيجاد توازن بين الحفاظ على صورتها كملاذ آمن لأثرياء العالم في الوقت الذي تزيد فيه الضرائب وتخفض فيه الإنفاق العام.

ولكن البحث الذي أعده جهاز "ليودز تي إس بي إنترناشيونال ولث" أظهر أن 19% من الأثرياء البريطانيين يفكرون في الانتقال إلى دول في منطقة اليورو مثل فرنسا وإسبانيا أو إلى مكان أبعد في الولايات المتحدة أو أستراليا أو نيوزيلندا أو كندا.

وقال نيكولاس بيوز سميث مدير ليودز تي إس بي إنترناشيونال ولث الذي أشرف على التقرير في بيان "من الواضح أن أقلية مهمة ومتزايدة ترى فرصة ونوعية حياة أفضل في الخارج، بحثنا يشير إلى أن من المنتظر أن يزيد عدد الأثرياء الذين يغادرون المملكة المتحدة خلال العامين المقبلين".

وأضاف من الواضح أن هناك أقلية متزايدة تشعر بقلق من المستقبل والبنية الأساسية والجريمة والسلوك غير الاجتماعي والضرائب والروتين الحكومي وتعتقد بوجود خيارات أفضل في الخارج.

وأوضح أن الأمر الذي يثير الاهتمام أن أحد أعلى نسب الأشخاص الذين يتطلعون للمغادرة أثرياء يعيشون في لندن وأعلى نسبة من الأثرياء الذين يتطلعون للرحيل تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما.

وقال "إنهم أشخاص غير تقليديين لهم مهنة ويتطلعون للرحيل وكسب المال والقيام بأفضل ما يستطيعون فعله وترك تأثيرهم في العالم وليس مجرد أشخاص متقاعدين يذهبون لفرنسا أو إسبانيا بحثا عن مكان في الشمس". ويوجد في بريطانيا نحو نصف مليون شخص يملك مدخرات أو استثمارات تزيد على 250 ألف جنيه إسترليني. وأشار أكثر من نصف من جرى استطلاع رأيهم إلى الجريمة والسلوك غير الاجتماعي كسببين للرحيل في حين أشار البعض أيضا إلى الطقس السيئ وارتفاع تكاليف المعيشة.

وقال بويز سميث إن هذا يشمل العدد الكبير من الأشخاص الناجحين والأثرياء الذين يلعبون دورا مهما في تفعيل الاقتصاد البريطاني.

إننا نتحدث عن أشخاص حقيقيين يقومون بوظائف حقيقية في الاقتصاد الحقيقي. ومن ثم فما الذي يمنع هؤلاء الأثرياء من الهروب من شواطئ بريطانيا الخضراء والممتعة؟

وقال أكثر من 60% ممن تمت مقابلتهم إن الاستثمار في تحسين البنية الأساسية سيجعل بريطانيا مكانا أكثر جذبا للعيش فيه، في حين قال نحو النصف إنهم يريدون تقليل الروتين بالنسبة للأنشطة التجارية وخفض الضرائب.