يوافق يوم الثامن من سبتمبر اليوم العالمي لمحو الأمية، والذي أقرته منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة في عام 1965 من أجل الإضاءة على هذا الجانب الهام لاحتياج الإنسان، وكان أول احتفال به عام 1966 وفي عام 2006 كانت نسبة الأمية في العالم العربي 62?.

المؤلم أن الأمية ازدادت في العالم والعالم العربي خاصة؛ في السنوات الأخيرة بسبب الحروب وعدم الاستقرار والظروف الاقتصادية والاجتماعية واللجوء القسري بسبب الظروف الأمنية في السودان واليمن وغيرهما بسبب عدم الاستقرار على مدى عقود إلى ما يجري الآن من أحداث. محو الأمية ربما يكون قضية عامة في جميع بقاع الأرض لكن حق الإنسان في العلم والتعليم تكفله كل المعاهدات الدولية، وقضية الأمية لا يجب التغاضي عنها لأنها تعني أن الأجيال القادمة ستستمر في حالة من الجهل والفقر والعديد من أسباب التخلف. فالدول تتقدم بمدى تحصيل مواطنيها من التعليم، وتضييق الخناق على الأمية ضروري، ولكن هذا الأمر بات خارج الرؤية العالمية والمنظمات الراعية لمكافحة الأمية بما يكفل عدم ازدياد الجهل، الذي هو أحد أسباب الفقر، فمكافحته تحتاج إلى دراسات وبرامج وأسس ومناهج تعليم تقوّم كل عامين على الأقل، فالمؤتمرات والاجتماعات لا تؤدي إلى حلول جذرية.

لا يوجد في العالم العربي هيئة مستقلة لمحو الأمية خاصة من تدهورت أحوالهم مؤخرا.. إن إنشاء هيئة عربية عليا لمحو الأمية في الدول العربية، تكون مستقلة وبميزانية مستقلة، وبجهود عربية متكاتفة، يرصد لها تمويل كبير أمر بات في غاية الأهمية.. لأن الأمية العربية تزداد، والتسرب من التعليم أيضاً يزداد بفعل الظروف الاقتصادية، ومكافحة التسرب من التعليم يعني القضاء التدريجي على الأمية.

الأمية العربية تحتاج تكاملا بين الدول اقتصاديا وبشريا للوصول إلى الهدف من خلال خطط وبرامج، يأتي في مقدمتها القضاء على عمالة الأطفال والتشدد في التعليم الإلزامي بالمرحلة الأولى من التعليم، تصاحبها برامج إعلامية موجهة، فالإعلام عليه أن يسهم أيضا في محو الأمية. من الواضح أنه ليس هناك جدية في الدول العربية للعمل والسعي للقضاء على هذه المشكلة التي تزداد من المغرب إلى المشرق مع الأسف، ويبقى السعي إلى حل هذه المعضلة العالمية عامة والعربية خاصة مطلب ضروري، فالجهل هو عدو تقدم الأمم.