لأنها الجمعة، فسأكتب ـ خفيفاً ـ كي ينقضي النهار دون أن نغضب أحداً سيما وقد أغضبنا طوال الأسبوع الماضي ضعف أصابع اليد. سأبدأ اليوم بقصة الكوري (سامسونغ) مع الأميركي (آبل)، سيما أن الأخير يطلب من الأول سيلاً جارفاً من بلايين الدولارات تعويضاً لما رآه كسراً لحقوق الابتكار عبر تقليد الأجهزة. تسعة مليارات دولار حتى اللحظة أمام محاكم الدنيا لأن ـ جالاكسي ـ الكوري يشبه ـ الآيفون ـ الأميركي. ولأنني مهووس بمقاربات بني يعرب مع الأرقام فسأشبك أحلام العرب المليارية مقارنة مع ثنائية (جالاكسي ـ آي فون).

فحين تصفّ شركة أميركية واحدة من بين آلاف شركاتهم أمام المحكمة للحصول على أحلام تسعة مليارات من باب التعويض على مجرد حقوق الملكية الفكرية تصطف أيضاً وفي ذات الأسبوع، دولتان عربيتان على أبواب صندوق النقد الدولي ومؤتمر المانحين من أجل الوصول إلى قروض أو منح لا تقترب بالحساب الدقيق حتى إلى مثل هذا الرقم.

تحتاج ـ أبل ـ إلى قاض ومحكمة لتسييل هذه المليارات التسعة، بينما تحتاج الشقيقة مصر إلى عام من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وعامين من الإملاء القانوني لكتابة كراسة الشروط التي تستلزم تغيير عشرات القوانين المصرية. إنه الفارق بين اليد المخترعة وبين الأخرى المقترضة.

تحتاج اليمن الشقيقة إلى جيش من السياسيين لإقناع الدول المانحة بنصف تعويض شركة أميركية واحدة من مجرد حقوق براءة اختراع.

ومن المفارقة أن الأحلام الأميركية للحصول على تعويض بتسعة مليارات، كانت جهد عقول أقل من 50 عالماً وباحثاً اخترعوا هذا الجهاز تحت إدارة ستيف جوبز، بينما يقول وزير التعليم المصري، ذات البارحة، إنه فخور بمئة ألف أستاذ جامعي مصري في مجرد التخصصات العلمية التطبيقية. إنه ـ عصر العلم ـ كما هو عنوان كتاب أحمد زويل، ولكنه مجرد ورق مطبوع في رفوف المكتبة العربية. وحين مات (ستيف جوبز) قبل أشهر وجدوا أمام منزله باقة ورد كتب عليها باللغة العربية: ثلاث تفاحات غيرت هذاالعالم: تفاحة آدم ونيوتن وستيف جوبز، وحين تتبعوا المرسل وجدوه، عبداللطيف الجندلي، والد جوبز الشرعي الذي (تخلى) عن أبوته وبالقانون، لمصلحة عائلة أميركية. الجندلي مع ابنه الشرعي مثال صارخ لأبوة العربي مع العلم.