للورد الطائفي قصة عشق، لا يعرفها إلا الطائفيون. فالورد الذي أصبح هوية الطائف السياحية بعدما فاقت شهرته الأقطار، تحول من حرفة زراعية يمتهنها بعض سكان منطقتي الهدا والشفا إلى هوية سياحية وصناعة عالمية، خصوصاً مع المهرجان السنوي في 25 جمادى الأولى من كل عام.
وتقول المديرة التنفيذية لمهرجان الطائف إيمان الحمود: "تماشيا مع توجه المهرجان إلى العالمية، تم استقطاب شركات عالمية في مجال الورود والعطور ومستحضرات التجميل، للمشاركة ضمن الأنشطة الأساسية في المهرجان، ويجري العمل على تهيئة مواقع متميزة لمزارعي الورد، وتجهيز ديكورات للأكشاك تليق بسمعة الورد الطائفي وعالميته"، موضحة أن "هذا التجمع الدولي سيتيح لبائعي الورد ومصنعي العطور الطائفية الالتقاء بشركات من مختلف دول العالم للاطلاع على منتجاتهم وابتكاراتهم باستخدام أنواع الورود وخاصة الورد الطائفي، وإقامة شراكات معهم، إضافة إلى تسليط الأضواء العالمية إلى عطر الورد الطائفي كمكون أساس في أرقى العطور العالمية، وعلى استخدامات الورد الطائفي العلاجية والغذائية والتجميلية".
وأضافت الحمود: "نهدف إلى تقديم لوحة كرنفالية ببصمة عالمية تبهر الزوار والمتابعين والمشاركين في المهرجان، فبالإضافة إلى المشاركة البارزة للدول العربية والعالمية، حرصنا على تنوع أجندة المهرجان لهذا العام الذي سيشهد نقلة نوعية تبرز الاحتفال بالورد الطائفي كتظاهرة سنوية عالمية، وتلبي تطلعات الزوار سواء من داخل المملكة أو خارجها"، مشيرة إلى "تخصيص فعاليات وأنشطة تناسب مختلف الأعمار والأذواق، وبرامج للشباب والفتيات ودورات تدريبية على تقطير الورد واستخراج الدهن إضافة إلى معرض الصور، والفعاليات الثقافية والأدبية والترفيهية".
تطلعات المزارعين
ويقول المتحدث باسم مزارعي الورد الطائفي المزارع راشد القرشي، إنهم كمزارعين يطمحون للعالمية بتسويق الورد الطائفي خارج المملكة ويطمحون إلى ما هو أفضل دائماً. وأوضح أن المهرجان لهذا العام سيتم فيه تسويق عالمي للورد إذ سيكون هناك تجار من دول الخليج الذين سيكون لهم دور في تسويق الورد ومنتجاته في دولهم وكذلك الدول العربية". وأشار إلى أن صعوبات كانوا يواجهونها سابقا لناحية سوء التنظيم وعدم اختيار المكان والزمان المناسبين. وذكر القرشي أنه يتوقع وغيره من المزارعين، أن يكون مهرجان الورد لهذا العام مغايراً عن الأعوام السابقة من حيث النجاح والعالمية.
من جهته، أشار المزارع عائش الطلحي إلى أن انطلاق مهرجان الورد الطائفي لهذا العام سيختلف تماماًً عن الأعوام السابقة مبينا أنهم كمزارعين سيحققون هدفا أسمى وأكبر من خلال جمعية مزارعي ومصنعي الورد الطائفي التي وافقت على إنشائها مبدئياً وزارة الشؤون الاجتماعية. وقال: موسم قطاف الورد بدأ هذا العام يوم 17 مارس واستمر إلى نهايته، موضحا أن الجهة المنظمة هذا العام من الجانب النسائي الذي أبدى تفهما مع المزارعين وتلبية جميع ما يحتاجون إليه أيام فعاليات المهرجان. وأوضح أن الأماكن والمساحات الممنوحة للمزارعين، مجانية مع إمكانية اختيار المساحة المناسبة للمزارعين ليتمكنوا من عرض ما لديهم، إضافة إلى أن فعاليات المهرجان هذا العام مختلفة عن الأعوام السابقة لناحية الأفكار الجديدة والديكورات ونحوها.
وأشار الطلحي إلى أن مُنتج الورد معروف، ولكنه يحتاج إلى أن يصل إلى كل أنحاء العالم، لأنه يعد مُنتجا عالميا. وذكر أن ماء الورد يتم خلطه بماء زمزم واستخدامه في غسل الكعبة المُشرفة، وتطييب الحجر الأسود به. وقال: "الورد يعكس المكارم الدائمة لأهالي الطائف، كما أنه لا يوجد على مستوى العالم عطر بمستوى الورد الطائفي".
وتمنى الطلحي أن يستبدل مسمى "مهرجان الورد الطائفي" بـ "المعرض الدولي للورد الطائفي"، إضافة إلى تسليط الإعلام المرئي والمسموع لمتابعة المهرجان ورصد فعالياته يومياً، مضيفاً أنه يتمنى التواصل مع جامعة الطائف ومختلف الجامعات وخاصة كلية العلوم للحديث عن الورد وإجراء الأبحاث ونحوها على الورد الطائفي ومنتجاته.
آمال الزوار
وأعرب عدد من زوار المهرجان للأعوام السابقة، عن أملهم بأن يكون مهرجان الورد لهذا العام مختلفاً في الكم والكيف وأن يخرج بصورة مغايرة عما سبق. وأوضح تركي الزهراني وهو موظف، أن "مهرجان الورد ينبغي أن يكون عالميا بحيث يتم التسويق له من قبل مزارعي الورد بدول الخليج والدول العربية والعالمية"، مشيراً إلى أن "كلمة مهرجان ينبغي أن يتم تفعيلها تفعيلا كاملا من جميع نواحيها وأن تتم الاستفادة من المنتج الزراعي في تفعيل الجانب السياحي والثقافي للورد الطائفي".
وأشار المعلم سالم الشهري إلى أنه يتمنى أن تكون هناك زيارات ميدانية للطلاب والطالبات للمزارع الخاصة بالورد الطائفي وخاصة في موسم قطافه، مضيفا أن هذا المنتج الزراعي ينبغي أن يأخذ حقه من الاهتمام في المناهج الدراسية ومراكز الأبحاث والاستفادة منه في تفعيل الجوانب الاقتصادية لمدينة الطائف خاصة والمملكة بصورة عامة.
وبينت الموظفة فاطمة الحارثي أنها تتمنى أن يكون الدخول لفعاليات المهرجان مجاناً إضافة إلى توزيع شتلات من الورد الطائفي لزوار المهرجان وتثقيفهم بعدد من المحاضرات والندوات الخاصة بكيفية زراعة الورد الطائفي ووقت قطافه وكيفية العناية به. وأشارت إلى أن المنتج الطائفي خصص له مدة أسبوعين تحت مسمى مهرجان الورد الطائفي، وينبغي أن يكون هناك أيضا فعاليات ثقافية كالأمسيات الشعرية التي تتناول الورد الطائفي وذكره لدى الأدباء والمثقفين في كتبهم وإنتاجهم الأدبي إضافة إلى أن المهرجان ينبغي أن يهتم بتثقيف الزوار بتوزيع البروشورات التي تشرح طرق تقطير الورد وزراعته وأسماء المزارعين وأماكن وجودهم بالمهرجان ونحو ذلك.
مصنع ضخم
وقال المعلم حسن المالكي إن "مزارعي الورد الطائفي ينقصهم مصنع ضخم يضم هذا الإنتاج بين جنباته ولكن توفير المكان ورأس المال والأسواق لا تتوفر جميعها بالمدينة وذكر أن مزارع الورد بلغت ما يربو على 620 مزرعة منتجة للورد الطائفي. وشدد على التأكيد على أنه ينبغي أن يتم تدريب الأيدي العاملة السعودية وخاصة من خريجي كلية الزراعة ودفعهم لاستثمار هذا المنتج سياحيا واقتصاديا ونحو ذلك بالمملكة، مشيرا إلى أن هناك دراسة سعودية لإحدى الباحثات السعوديات حصرت نسبة العمالة في مزارع الورد بالطائف بنسب معينة فالجنسية السعودية 2.4% والجنسيات العربية 46.2% والعمالة الباكستانية والهنود 29.3% جنسيات أخرى 22.1% إضافة إلى استصلاح الأراضي ومحاولة إيجاد تربة صالحة لزراعة هذا الورد في أماكن أخرى تصلح لزراعته والإكثار من التجارب على الورد الطائفي والاستفادة من هذه الأبحاث في مشاريع أخرى زراعية تخص الورد ومنتجاته.
وحذر المواطن محمد الهذلي من أساليب الغش التجاري لعطر الورد وذلك عن طريق خلطه بعطور مشابهة لرائحة الورد الطائفي مثل عطر الورد الفرنسي أو الاسبرتي أوالمذيبات العضوية ونحو ذلك فيتم في بعض مصانع الورد تصنيف الورد إلى نخب أول وثاني وثالث وبين أنه من خلال خبرته مع بعض مزارعي الورد في الهدا والشفا وجد أن من أهم المشكلات التي يعاني منها المزارعون بالطائف ارتفاع نسبة الملوحة وتدهور خصوبة والتربة وتلوثها وتعريتها.