سابق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الزمن في تحقيق نقلة نوعية للتعليم العالي في المملكة، حيث تحققت إنجازات لم تشهدها المملكة من قبل خلال فترة وجيزة، وما تخصيص 26% من ميزانية الدولة للتعليم العالي، إلا دليل على الرؤية الاستثمارية التي يتمتع بها الملك عبدالله في أبناء المستقبل، توجتها مشاريع وبرامج عملاقة، تمثلت في التوسع في إنشاء الجامعات بالمناطق والمحافظات، منها جامعات ذات طابع عالمي، مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، إضافة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي ينتسب إليه نحو 135 ألف مبتعث ومبتعثة.
ولم يقتصر البناء على الجانب التدريسي، والتعليمي، بل تجاوز ذلك ليشمل الاهتمام بالبحث العلمي، فبحسب وزير التعليم العالي ارتفع حجم الإنفاق على البحث العلمي في المملكة، حتى بلغ 1.08% من الناتج المحلي الإجمالي، خلال 10 أعوام، بعد أن كان يشكل نسبة متدنية للغاية.
وفي الوقت الذي تخطط فيه وزارة التعليم العالي في المملكة، إلى إيجاد 40 جامعة حكومية خلال 20 عاماً مقبلة، وما تشهده المملكة من ثورة معرفية في التعليم الأكاديمي وبرامجه المختلفة من توسع جامعي داخلي، وابتعاث خارجي للطلاب، ومشاريع تطويرية للطلاب وأعضاء هيئات التدريس الجامعية، تتجه الأنظار اليوم إلى المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في الرياض، والذي بات شاهداً على تطور التعليم العالي في البلاد، وسط منافسة عالية المستوى من أكثر من 450 جامعة محلية ودولية مشاركة.
وشكلت 24 جامعة حكومية، وأكثر من 34 جامعة وكلية أهلية، شكلت النواة الرئيسية لمنظومة التعليم العالي في المملكة، في وقت تطمح فيه الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي، والتي وافق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للوصول بعدد الجامعات في المملكة خلال 20 عاماً إلى 40 جامعة.
هذه النقلة النوعية والاستراتيجية للتعليم العالي في المملكة والمساعي الحثيثة المستمرة، تكاملت بتخصيص 150 مليار ريال تمثل نحو 26%، من إجمالي النفقات المعتمدة بالميزانية، وهو ما أشار إليه وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري في تصريح صحفي بأنه وفر مخصصات لاستكمال المنشآت والمدن الجامعية المنتشرة في مناطق ومحافظات المملكة بما في ذلك إنشاء المستشفيات الجامعية وإسكان أعضاء هيئة التدريس، وإنجاز البنى التحتية للجامعات الناشئة، إضافة إلى استمرار برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ودعم البحث العلمي، كما تم اعتماد أكثر من 25 مليار لتشغيل جامعة الملك عبدالله الحكومية الإلكترونية.
وأكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، أن المملكة تعمل على تطوير منظومة للبحث العلمي، ستشهد من خلالها نقلة نوعية، يزيد فيها حجم الاستثمار في البحث العلمي، عبر بوابات الجامعات الحكومية، من خلال واحات العلوم التي تحتضنها، وبمشاركة شركات كبرى محلية ودولية.
ومن أجل تحقيق الرؤية في تطوير اقتصاديات المعرفة والتي تهدف إلى بناء اقتصاد يتصل بشكل مباشر على إنتاج ونشر واستخدام المعرفة والمعلومات في الأنشطة الإنتاجية والخدمية المختلفة، فإن منظومة التعليم العالي في المملكة عقدت شراكات حقيقية مع قطاع الأعمال، نتج عنها مراكز بحثية لإنتاج المعرفة.
هذه المسيرة البارزة في حقل التعليم العالي في المملكة، لم تكن بمنأى عن أنظار العالم، حيث باتت أهم جامعات ومؤسسات التعليم العالي في المملكة تتنافس للفوز بمساحة لها في المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي، الذي تطلق الوزارة الدورة الثالثة منه، مساء اليوم، بمشاركة أكثر من 450 جامعة محلية ودولية، وهو دلالة على إدراك تلك الجهات بالخطوات المتسارعة التي تخطوها المملكة، تحقيقاً لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في النهوض بالتعليم العالي، كركيزة لبناء مجتمع معرفي، يقود المملكة لمصاف الدول المتقدمة.
ويأتي المعرض والمؤتمر الدولي لهذا العام، امتداداً لنجاحات حققتها الدورتين السابقتين، شهد العام المنصرم زيادة نسبة مشاركة الجامعات والمؤسسات التعليمية العالمية بواقع 22%، والمحلية بنسبة 37%، عن العام الذي يسبقه، وتم إنجاز 35 ورشة عمل، كما شارك في المعرض 34 دولة، بإجمالي 440 عارضاً، تشكل الجامعات، والمؤسسات والهيئات العالمية منها 381 مشاركة، بالإضافة إلى مشاركة 21 متحدثاً دولياً في 17 محاضرة تضمنها المؤتمر.