أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري سعي المملكة لبناء منظومة بحث علمي، يتم حالياً إنشاء البنية التحتية لتطويرها، عبر شراكات بين الجامعات السعودية ومراكز الأبحاث، والشركات المحلية والعالمية.
وأشار العنقري في حوار مع "الوطن" تحدث فيه عن المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي في نسخته الثالثة، إلى مشاركة 39 دولة بأكثر من 450 جامعة، وعقد 74 ورشة عمل، بهدف التواصل بين الجامعات المحلية والعالمية، وتبادل الخبرات بينها، مبيناً أن محاور المؤتمر لهذا العام ستركز على المحور التدريسي في الجامعات، واعتبر الوزير أن المعرض فرصة للجامعات الناشئة لعقد شراكات بحثية وعلمية مع الجامعات العالمية المشاركة.
ما الذي سيضيفه المعرض والمؤتمر لتجربة الجامعات في المملكة؟
نحن نتحدث هنا عن مشاركة أكثر من 39 دولة من مختلف دول العالم، بمؤسسات تعليم عال حاصلة على مراتب متفوقة في التصنيف العالمي للجامعات، إضافة إلى أبرز المنظمات والرابطات الدولية المختصة بالتعليم العالي، من دول مثل أستراليا، وبريطانيا، والصين، وفرنسا، وتركيا، وألمانيا، والهند، وإيرلندا، وأميركا، وكندا وهولندا، وكوريا، كل هذه الدول سوف تطرح تجاربها في حقل التعليم العالي لدينا، وفي المقابل ستتطلع على تجربة المملكة في هذا الإطار.
كيف تقيمون تجربتكم للعام الثالث على التوالي في إقامة المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي؟
حققنا ولله الحمد نجاحاً ملحوظاً، خلال زمن قصير من التجربة التي تعيش عامها الثالث، فقد بدأ المعرض في العام الأول، بمشاركة جامعات ومؤسسات تعليم عال عالمية، ووجدنا أن هناك مشاركة من ضيوف ذوي قيمة علمية عالية، منهم وزارء تعليم عال، ومديري جامعات، فارتأينا إقامة مؤتمر مصغر مصاحب للمعرض، وأثبتت التجربة نجاحها ، فتوسعنا فيها في العام الماضي، والعام الجاري، ولك أن تتخيل مشاركة أكثر من 1500 ضيف من كبار الشخصيات، من سفراء ودبلوماسيين، ووفود من جامعات عالمية مرموقة، خلال العام الفائت، إضافة إلى ما يردنا من طلبات من جامعات كبرى للمشاركة في المعرض، وهذا يدل على نجاحه.
هل ترون أن المعرض حقق ما يطمح إليه من فائدة تعود بالنفع على الزوار من الطلبة، والباحثين عن قبول جامعي؟
دعني هنا أوضح، بأن المعرض لا يستهدف الطلاب فقط، فإلى جانب ما يتيحه للطالب من الإطلاع والتعرف على أهم الجامعات العالمية، وإمكانية الحصول على قبول دراسي فيها، فهي أيضاً فرصة للجامعات المحلية للتواصل مع الجامعات العالمية، وبناء شراكات علمية وبحثية، وتبادل الخبرات والتجارب، وقد نتج عن الملتقيات السابقة توقيع اتفاقات مهمة تجاوزت الـ 20 اتفاقاً، سنرى أثرها بإذن الله في مسيرة تلك الجامعات البحثية والتدريسية.
ماهو الجديد الذي ستقدمه الدورة الحالية للمعرض؟
هناك إضافات عديدة للمعرض والمؤتمر هذا العام، على عدة مستويات، سواء على مستوى المحاور التي سيناقشها المؤتمر، أو على مستوى مشاركة الجامعات العالمية. فعلى سبيل المثال، ارتفع عدد الدول المشاركة من 34 خلال العام المنصرم، إلى أكثر من 39 دولة، من مختلف قارات العالم، وتم استضافة جامعات جديدة لم يسبق لها المشاركة، بالإضافة إلى تجديد مشاركة الجامعات الأخرى، وأما على مستوى المحاور العلمية، فقد ناقش المؤتمر خلال العام المنصرم تحدي إنشاء جامعات عالية المستوى، وأثر التعليم العالي في الاقتصاد المعرفي، والهيكلة والتنظيم في مؤسسات التعليم العالي، والمنافسة العالمية، في حين سيناقش المؤتمر خلال هذه الدورة، الأسس الاستراتيجية في التعليم والتعلم، ومخرجات التعلم وتقويم التعليم، وتنشيط بناء الجامعات للتعليم والتعلم، وسيستعرض نماذج حديثة للجامعات التدريسية، ومن هنا تلاحظ أن محور التدريس سيكون هو السمة الغالبة في المؤتمر.
ماذا عن ورش العمل التي ستعقد على هامش المؤتمر؟
ورش العمل لها دور كبير ومهم في تبادل الخبرات والتجارب، وهو ما نسعى إليه في هذا المؤتمر، عبر خلق اتصال مباشر بين مؤسسات التعليم العالي في المملكة والتي يشارك منها أكثر من 55 مؤسسة، وبين أبرز الجامعات العالمية والتي يشارك منها نحو 400 جامعة، وفي هذا الإطار سيعقد نحو 74 ورشة عمل، على مدى 4 أيام، سيتم فيها التركيز على تجارب الجامعات المحلية والدولية، وأهم البرامج التدريسية والمعايير التعليمية التي تقدمها.
ما الذي ينتظر أن يقدمه المعرض والمؤتمر للجامعات السعودية الحديثة؟
في الحقيقة، أعتبر أن هذا المعرض والمؤتمر، هو فرصة للجامعات الناشئة والجديدة، لبناء شراكات مع مؤسسات التعليم العالي العالمية، سواء لتطوير البحث العلمي، أو التدريس وتطوير البرامج التعليمية، إضافة إلى توقيع عقود شراكات، ومذكرات تفاهم، وتبادل الزيارات.
لو تحدثنا بلغة الأرقام، كيف يمكن تقييم الإقبال على المعرض خلال الدورات السابقة؟
قبل أن أبدأ في سرد الإحصاءات، أريد أن أوضح بأن المعرض والمؤتمر، حظيا بإقبال زوار من خارج المملكة بنسبة عالية، بلغت 21% من إجمالي عدد الزوار الذي تجاوز ربع مليون زائر خلال الدورة الماضية في 2011، منهم 9% من دول مجلس التعاون، و12% من دول أخرى، وبلغ إجمالي عدد الزوار أكثر من 275 ألف زائر خلال الأيام الأربعة للمعرض، وفي اليوم الأول تلقى المعرض أكثر من 56 ألف زائر، في حين شهد اليوم الثالث نحو 88 ألف زائر، منهم طلاب الجامعات، وأولياء الأمور، ومنسوبو الجامعات من الأكاديميين، وقيادات تعليمية، وكبار التنفيذيين والمسؤولين الحكوميين من المملكة ودول العالم.
إذا تحدثنا عن مشاركة 450 جامعة، ألا ترى أنه عدد كبير، وقد تقل الفائدة، بحيث يغلب الكم على الكيف؟
كما ذكرت لك سلفاً، المعرض يستهدف عدة شرائح، ولا يقتصر على استهداف الطلاب فقط، ونحن أيضاً نطمح إلى عرض تجربة جامعاتنا على الدول الأخرى المشاركة، وبالتالي فإن العدد لا يعد كبيراً، إذا ما قارناه بحجم الفائدة التي ستعود من خلاله، أضف إلى ذلك، أننا استقطبنا أكثر من 85 جامعة ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، ونسبة كبيرة أخرى من ضمن أفضل 200 جامعة، وهكذا، وبالتالي فإن النوعية المطروحة، ذات قيمة علمية كبيرة جداً، وهذه فرصة للجامعات للاستفادة منها، وفرصة أيضاً للطلاب للتعرف عن قرب على برامج تلك الجامعات قبل الابتعاث والدراسة فيها.
لا يزال مستوى البحث العلمي في المؤسسات التعليمية، دون المستوى المأمول، وهناك حاجة إلى مزيد من الاهتمام والتطوير .. ما تعليقكم؟
أتفق معك في أننا لم نبلغ مستوى الدول المتقدمة في الاهتمام بالبحث العلمي، ولكن في نفس الوقت هناك بنية تحتية توضع في الوقت الحاضر لتطوير منظومة للبحث العلمي، وتطوير هذا القطاع، ويشهد عدد من الجامعات السعودية حالياً، تطوير مراكز البحث العلمي داخلها، وإنشاء عدد من كراسي الأبحاث، إضافة إلى الكراسي السابقة، ومن المؤشرات الإيجابية استقطاب شركات عالمية، لديها حالياً مراكز بحث علمي داخل الجامعات السعودية، إضافة إلى شركات محلية كبرى.