يقول عنه المصريون الذين عاشوا مراهقتهم في الثمانينات والتسعينات، لقد تعلمنا منه الحب. بدأ عمرو دياب مختلفا عن زملائه. لم يبدأ في فرقة ثلاثية أو ثنائية كالكثير من مطربي جيله. بل بدأ وترا مغردا خارج السرب، يطوف بخيالات جيل كامل من الشباب، في فضاءات العشق والوله، الشوق والانتظار.
حاول التمثيل، فكانت له أربع تجارب لم توصف إحداها بالناجحة، إلا في مواقف قليلة لا تكاد تذكر لبعض النقاد السينمائيين. ولعل طبيعة المطرب أنه لا يجيد الكذب، فما يقدمه من فن يرتبط ارتباطا وثيقا بصدق الأحاسيس والشعور، بينما لا يعتمد التمثيل على شيء كاعتماده على الكذب الإبداعي، الكذب بكل صدق ممكن على المشاهدين، ليعيشوا اللحظة الداخلية للممثل، وينسابوا في سياق المشهد الذي يؤديه. لكن، وليس ببعيد عن التمثيل، خرج الهضبة أخيرا عن صمته، ومن الهضبات ما يتفجر منه الماء أحيانا، بعد صمت طويل وثقيل جدا، لازمه طيلـة أيام ثورة يناير، ومنذ اليوم الأول لخروج النـاس، الذين صنعوا بريقـه إلى شوارع مصر وميادينـها.
فنطق عمرو دياب قهرا بإصدار ديني، في خطوة وصفت من غالبية المتابعين من كتاب ومتخصصين وجماهير بأنها نحو "مغازلة الحزب الحاكم في مصر".
إن الأكيد في هذا الأمر، أنه لا أحد يمكن استثناؤه من مغازلة السلطة. مهما كانت هذه السلطة. لأن غالبية من اقتاتوا على تقربهم من السلطات البائدة، هم أول من قدموا قرابينهم لحكومات الديموقراطية التي صنعتها إرادة الشعوب، وإصرار الثوار الذين ما انفكوا عن شوارعهم وميادينهم وصرخاتهم المنادية بالحرية والكرامة.
وهي الورطة التي "تدهرب" في مهالكها الهضبة، مما يعني أنه أمام المصالح تتهاوى القيم، والهضبات أيضا.