كثير من المؤلفين لا يعلم أن هناك نظاما يتيح لهم الدعاية لمؤلفاتهم ولدور النشر مجانا في وسائل الإعلام السعودية المختلفة! وأما من زار معرض الرياض للكتاب في مارس الماضي لا بد أن يبهجه النجاح الكاسح الذي حققته دار (مدارك) للنشر، وهو غير مستغرب على صاحبها الزميل الجميل النبيل الدخيل/ تركي ـ غفر الله له ولوالديه ولَكُنَّكُم ولوالديكُنَّكُم ـ الذي دشَّنها بكتابه الأبيض الشهير، الذي هدأت زوابع الرياض، ولم تهدأ زوابعه! ومع أنني ـ بلا أخ بلا تأخيخ ـ كنت معتزلا الساحة، إلا أن الكثير من المحسنين ـ الظنون ـ طلب رأيي بإلحاحٍ شديد فرفضت حتى أقرأ الكتاب بنفسي! وتبرع أحدهم بنسخةٍ لي، وبصراحة ـ والكذب خيبة ـ لم أنتهِ من قراءته بعد، ولكن مما قرأت أستطيع أن أجزم أن "الدخيل" لم ولن يكتب أفضل منه! فقلت:
أنشأَ "التركي" (مَدَارِكْ)
قلتُ: ربِّ زِدْ وبارِكْ
وابتداها بكتابٍ
أبيضٍ أُولى المعارِكْ
قال قومٌ: مُسْتَخِفٌّ
فوقَ ذوقِ الناسِ بَاركْ
بُرْجُوازِيٌّ تَغَذَّى
باحتقاري واحتقارِكْ
ساخِراً من غُلْبِ شعبي
واصطباري واصطبارِكْ
قلتُ: لُوموا ثم لوموا
ما على "تركي" جماركْ
نَقْدُ "تركي" من حقوقي
واختياري واختيارِكْ
أنا شخصياً قرأْتُ
ما دعاني كي أشارِكْ
فلتركي أبجديٌّ
من بياضٍ كنهارِكْ
إنَّهُ أجْردُ سيفٍ
سَلَّه "تركي" لثارِكْ
قدَّمَ الوضعَ بِساطاً
أحمدياً لاختِبارِكْ
خُذْهُ درءاً لتميسٍ
يتلظَّى مثلَ نارِكْ
وتَوقَّى مِنْه ليلاً
حفرةً وسطَ مسارِكْ
واكْتُبِ المعْروضَ صُبحاً
وتسوَّلْ بانكسَارِكْ:
صِحَّةً ضاعتْ وقرضاً
يتنامى بافتقارِكْ
مزِّقِ المعروض.. روحي
يابلادي تحت قارِكْ
خُذْهُ واكتب ـ أنت حرٌّـ:
رحم الله "سَمَارِكْ"
وتَسلَّى فيه رسماً
حالِماً شَكْلَ عَقارِكْ
ولكي تبدو أديباً
خُذْه ديكوراً لدارِكْ
بعد ما تخفي به تَهْـ
ـريبَ ماسورةِ جارِكْ
خُذْهُ حتى يرخصَ التبـ
ــنُ طعاماً لحمارِك
وتلفَّتْ حين تحكي
سُدَّهُا أُذْنَ جِدَارِكْ
وفَمُ الزُّوجِ أخيراً
سُدَّه وانجُ بِعَارِكْ
وختاماً: خُذْ قَرَارَاً
وتبخَتَرْ بِقَرَارِكْ
سَجِّلِ الشكرَ لـ"تركي"
واعترافاً بِانْتِحَارِكْ!