تهتم الدراما التليفزيونية التي تعد حاليا تمهيدا لعرضها في شهر رمضان المقبل وبشكل كبير، بنقد ضباط الشرطة في مصر، بينما حرص البعض من تلك الأعمال على إظهار الجانب الإنساني لتلك الوظيفة وأهميتها في المجتمع.
وقال نقاد تحدثوا إلى "الوطن"، إن العديد من أعمال الدراما التليفزيونية حرصت هذا العام، على كشف الطبيعة النفسية لضباط الشرطة وأمن الدولة، وكيف كانت تلك الوظيفة أداة في يد النظام السابق، للبطش بكل من لا يقبل بالواقع، وكيف تغير سلوكهم بعد الثورة تجاه المواطنين.
ومن أبرز الأعمال التي تتناول هذا الملف رمضان المقبل، مسلسل"الضابط والجلاد" بطولة طارق لطفي، وإخراج هاني إسماعيل، والذي يجسد من خلاله شخصية ضابط أمن دولة محبوب من الناس، وفي المقابل يجسد شقيقه دور ضابط الشرطة الظالم الذي يلفق التهم للناس. وهناك مسلسل "على كف عفريت" من إخراج كمال منصور، بطولة الفنان خالد الصاوي الذي يكشف من خلاله فساد ضباط أمن الدولة، وعلاقتهم برجال الأعمال الكبار في عهد النظام السابق، وكيف كانوا يتقاضون أموالا لحماية الأعمال المشبوهة لرجال الأعمال الفاسدين.
وأيضا مسلسل "اللعبة الأخيرة" بطولة أحمد الفيشاوي، وهيثم أحمد زكي، وإخراج محمد سعيد، والذي تدور أحداثه حول ضابط الشرطة الفاسد، الذي يضطر بعد تورطه في مشاكل عديدة وعمليات فساد كبيرة بسبب خروجه الدائم على القانون أن يعيد "يوسف" اللص التائب إلى الإجرام من جديد.
أما مسلسل "الخفافيش" فيتناول مساوئ ضباط الشرطة وضلوعهم في عمليات قتل، دون محاسبة، إذ يرصد المسلسل حقائق واقعية شغلت الرأي العام وهو بطولة نخبة من النجوم أبرزهم بوسي، وسمير غانم، وسميحة أيوب، ومحمود قابيل.
كما يناقش الفنان أحمد السقا نفس القضية في مسلسله "خطوط حمراء"، إذ يجسد شخصية ضابط أمن دولة فاسد يحقق في عدد من القضايا، متناولا الفساد السياسي والاقتصادي في عهد النظام السابق.
وكذلك مسلسل "باب الخلق" للفنان محمود عبدالعزيز الذي يظهر من خلاله مدى الصراع بينه وبين ضباط أمن الدولة، واتهامه بجرائم ليست له علاقة بها، إذ يتم اتهامه ظلما بالانضمام إلى تنظيم "القاعدة"، وتلقيه تدريبات في أفغانستان.
في نفس الإطار تدور مسلسلات "الصقر شاهين" لتيم الحسن، و"سلسال الدم" لرياض الخولي وعبلة كامل، ومسلسل "طرف ثالث" لمحمود عبدالمغني، وهنا شيحة، ومسلسل "قضية معالي الوزيرة" لإلهام شاهين، ومسلسل "ألعاب خطرة" لمجدي كامل.
من جهته أكد الناقد الفني الدكتور رفيق الصبان، أن شرارة ثورة يناير جاءت مع زيادة طغيان جهاز الشرطة تجاه المصريين، خاصة بعد مقتل المواطن خالد سعيد في محبسه، كما أن الثورة اندلعت في نفس يوم عيد الشرطة، وهو ما يجعل من هذه المهنة تحديدا مادة خصبة لأي عمل فني.
وأشار إلى أن مؤلفي الدراما حرصوا على تناول هذا الملف بشكل أوسع، خاصة وأن هناك حالة من الحرية والمساحة التي تجعل من تناول هذا الملف أمرا سهلا، بعيدا عن التدخلات الأمنية التي كانت تحدث في السابق، لافتا إلى أن الأعمال الفنية تحمل رسائل إلى ضباط الشرطة، بأن عهد الظلم انتهى، ومن ثم فمن الضروري فتح صفحة جديدة مع الشعب.