اشتهر باب مكة، وأمام "البرحة" التي تضم عددا كبيرا من بائعي التمور في منطقة البلد التاريخية بتواجد بائعي الخيزران والعصي أكثر من 40 عاما، والمتتبع لتلك المنطقة يري التغير في تحول تلك المحلات لبيع التمور ووجود محلات لا يصل عددها إلى أصابع اليد لبيع الخيزران والعصي، مما يضعه في حيرة عن أسباب اختفاء هذه المهنة وسيطرة بائعي التمور على مساحات شاسعة من السوق.

التقت "الوطن" بالعم عبدالمعطي البلادي أقدم تاجر لبيع الخيزران، الذي كشف أسباب اختفاء مهنة بيع الخيزران من سوق باب مكة. في سياق حديثة اتضح أنه يعمل في هذه المهنة أكثر من 30 عاما، يبيع الخيزران والعصي الذي يقدم على شرائه الشباب بهدف استخدامه في الرقصات الشعبية المختلفة، كذلك هناك أنواع من العصي مخصصة لرعي الأغنام يقدم على شرائها البدو من القرى المجاورة لمدينة جدة .

وأضاف أكثر أنواع العصي مبيعا المخصصة لكبار السن والتي تعرف" بالعكاز" فهذه الأنواع تساعدهم على المشي فيأتي زبائن من كبار الشخصيات لشرائها بأسعار تتفاوت من 200-600ريال أما ما يخص الخيزران المطرز فهو يستخدم في الاحتفالات ويكون الطلب عليه بالجملة وأسعاره من 70-90 ريالا للمجموعة حيث تضم 15 خيزرانة مطرزة.

وأكد البلادي أن السوق فقد رونقه القديم فبعد سيطرة بائعي التمور على معظم المحلات في باب مكة وخاصة البرحة التي كانت تعج بأماكن مختلفة لبائعي الخيزران والعصي، مبررا ذلك بارتفاع إيجار المحلات مما دفع أصحاب الخيزران والعصي لترك هذه المحلات واللجوء لساحات للقيام بعملية البيع عن طريق البسطات غير المكلفة .

والتقت الـ"الوطن" بتاجر خيزران آخر يسمى عبد المعطي سعيد، الذي أشار إلى أن أغلب الزائرين لسوق باب مكة يبحثون عن الخيزران الأصلي خاصة الشباب فهم يتباهون بالخيزران المطرز في الأعراس كذلك في الرقصات الشعبية، كذلك هناك نوع أخر يسمي "عصا الشون" تستخدم في رقصة معينة يشتهر بها أبناء مكة المكرمة وجدة ويطلق عليها المزمار ويتجاوز سعر هذه العصي أكثر من 200ريال.

وأضاف أن أغلب من يزور السوق يجد اختلافا عن السابق فأصبح تجار التمور يفرضون سيطرتهم على السوق واختفاء بائعي الخيزران والعصي مع ذلك نحاول جاهدين البقاء مع صعوبة في مواجهة الضغوطات التي نجدها من تجار التمور في الرحيل للاستفادة من موقعهم .

وأكد أن سوق باب مكة يشهد صراعات متعددة بين تجار وآخرين لكن البقاء لمن يصمد ولا يتخلي عن مهنته، مشيرا أن أغلب محلات بائعي التمور تسيطر عليها العمالة الآسيوية فأصحاب هذه المحلات أوكلوا مهمة البيع لهؤلاء العمالة وتفرغوا لمحاربة المحلات الأخري بمحاولة سيطرتهم على امتلاكها بفتح فروع أخرى لهم لممارسة مهنة بيع التمور بدلا من بيع الخيزران والعصي .

وفي جهة أخرى يقف مورد للخيزران صالح الأهدل بجانب كومة من الخيزران والعصي يلفه السكون متأملا في حال بائعي الخيزران وبعد الاقتراب منه، أشار أنه يحضر الخيزران لتجار في سوق باب مكة منذ أكثر من 40 عاما، لكن اختلف الوضع عن السابق لقلة عدد التجار وهجرهم للسوق، ويضيف نجلب الخيزران من الصين وفلسطين لباب مكة بأسعار مناسبة بسعر الجملة، موضحا أن نسبه البيع أصبحت ضئيلة عن السابق خاصة مع وجود المصانع التي تقدم كافة أنواع الخيزران وإدخال ذلك في أثاث المنازل وغيره من المستلزمات فأصبح الإقبال على شراء عصا الخيزران ليس كالسابق .