هل يأتي وقت نحذر فيه من كرة القدم، لأنها تفضي إلى انقسامات بين الشباب حسب لون الفانيلة؟ عادت الكرة تتدحرج على المستطيل الأخضر بهدوء وسكينة، وعادت معها المشاحنات الرياضية في الأستديوهات التلفزيونية بلا احترام للمشاهدين، الذين في أغلبهم من الشباب والمراهقين!
ما تزال نفس الوجوه تمارس نفس الدور في التهييج والاستعداء على الفرق الأخرى، وكأن "الشباب" في حرب وعداء مع "الوحدة" و"الاتفاق" و"الاتحاد"، وكأن طريق "النصر" محفوفٌ بمكائد الإخوة ومصائد الأصدقاء..!
تحرص البرامج الرياضية على انتقاء ضيوفها حسب ميولهم، بحثاً عن التوازن في الطرح ومنح الجميع مساحة حرة، فتتحول "المساحة الحرة" إلى "المصارعة الحرة"، التي لا يمنع فيها شيء من الألفاظ، ويسيطر فيها صاحب "اللمز" الخفي و"الغمز" الفضفاض، الذي يتيح له مخارج حال حاجته إلى الانسحاب..!
شاهدت في "ديوانية لاين" على قناة "سبورت لاين" الرياضية ليلةً لو عُرضت على قناة "الحلبة" لنالت مشاهدةً كبيرةً، ولصنفت ضمن مسابقات WWF، رأيت في تلك الحلقة من يشطح بتعريف "الوطنية" لينتقد لاعب الفريق المنافس لفريقه، ورأيت من يدافع كرهاً بالمنتقد وفريقه، ورأيت من لا تستطيع أن تعرف ماذا يريد أن يقول، ورأيت من يستجر الماضي لينتقد الحاضر، ورأيت المذيع المؤدب "محمد الشيخ" يقاتل ليخرج البرنامج بأقل الخسائر المهنية، ولا أشك أنه يجهل ضيوفه ويجهل طريقتهم في الحوار التي لم تتغير منذ سنوات!
ربما واحد من هؤلاء يثير الحلقة ولا يثريها، لكن ثلاثة من ذات النوعية يعني إعداما للحلقة التي ستمتلئ بالإثارة والضجيج بلا أهمية للمشاهد ولا للرياضة السعودية.