ولأنني، وكما هي القلوب شواهد على بعضها، أحب في معالي الدكتور عبدالله الربيعة اسمه العلمي الضخم وتاريخه المهني المشرف، وأحب فيه أن علامة وطنية مضيئة أخذت – اسمي – كسعودي إلى شواهد العالم وميادين المنافسة الطبية به: ولأنني أحبه فلن أخذله ولن أخدعه حين أقول له بصدق نابع من بطين لا ينفصل عن أذين: أنا أخشى على معاليكم أن يمسح - القلم - تاريخ - المشرط - وأن يصادر الإداري أوراق تاريخ الجراح الذي نثر ألف بسمة حتى اليوم في منازل عشرات الأسر في شتى الشعوب والدول. صاحب المعالي: أخشى أن يتقاعس الذين من حولك عن أن ينقلوا إليك ما يقوله الناس وسأختصر بكل صراحة – كلام الناس – في جملتين: الأولى أنهم ما برحوا يتحدثون عنك ككفاءة مهنية نادرة في تاريخ الطب الجراحي العربي ولكن مشوار الإدارة لا يرقى حتى اللحظة إلى الكعب العالي المرتفع في تخصص جراحي نادر وبالغ الجرأة والخطورة. الثانية: أنهم يقولون اليوم بصوت مسموع، أخشى ألا يصل إليك، القول بعجز وزارتك عن تدشين وتأثيث مستشفيات سلفك الأثير الدكتور حمد المانع. هم يقولون، وناقل الجهر ليس بهامس، إن حمد المانع قد أرسى بناء عشرات المشافي وإنه أكمل المشوار حتى غشاء البلاطة الأخيرة ولكن الكوادر من بعده عجزت عن شغلها بالكوادر وتشغيلها بكل ما يلزم. صاحب المعالي: أنا لن أخدع ولن أتجمل، وكما تعرفني جيدا فأنا بريء من المصلحة وكل سلاحي هو ما اختزنته من أحبار صادقة لأخبار مؤكدة: لقد استغرقت مجرد ربع ساعة قبل قليل كي أكون بين مستشفيين مكتملين تماما ومنذ عامين وكلاهما اليوم بالضبة والمفتاح الضائع و- هما – مجرد مثالين من عشرات المشافي التي اكتملت بناء ولم تنعم بما تبقى من الصحة. إن أكثر ما أخشاه، أيها الاسم الوطني العملاق الهائل الضخم، أن يصادر من حولك تاريخ المشرط العملاق الضخم لكي لا يرى فيك الجمهور إلا بقايا الإداري............ ولو كان المقام يسمح لمسحت ألف نقطة لأنني محب لك وغيور عليك. المجتمعات يا صاحب المعالي لا تقرأ من الكتاب إلا الصفحة الأخيرة ولا تشاهد في المعرض إلا آخر لوحة. هل هذه الإشارة تكفي من محب يا معالي الوزير!!