أما الاكتشاف الذي لا يحتاج إلى اكتشاف فهو أن مجتمعنا الفاضل يسير على "مسلَّمةٍ" لا شِيةَ فيها تقول: "المتهم مدانٌ حتى لو ثبتت براءته"! ومصدره التشريعي الثقافة الشعبية؛ حيث يقول النجدي: "وااالَو ميير"، ويؤمِّن "الحجازي": "إيووه يابويه.. ما فيه دخان.. غيِّر الراس"!
واعتماداً عليها حكم الصديق الجنوبي/ "علي الألمعي" ـ الله يطعنِّي عنه ويطعنه عنكُنَّكُمْ ـ بأنه تم إيقاف "الأخ/ أنا" بسبب مقالةٍ بعنوان: (والشور شورك يايبه!!) ينتقد فيها مجلس "الشورى"، في صحيفة المدينة المنورة!!
ولمن لا يهمه الأمر ولا المضارع؛ فإن "الألمعي" من المناضلين الأحرار القلائل ـ في سبيل الزواج، لا تذهبوا "قريباً"! ـ وسيطوي "حافز" خيمة "إفطار صائم" دون أن يعثر على وظيفةٍ تفك أسره من بنوك "مرتاع البال"! وقد زاد وزنه هموماً وديوناً؛ فنصحوه بالمشي! ورغم أنه منذ عشرين عاماً يمارس الجري.. وراء لقمة العيش دون فائدة؛ إلا أنه "مواطٍ" صالح، يشتري النصيحة بكل "خشاش" الأسهم منذ عام 2006، فصار أحرص الناس على المشي... بالشائعات "البريئة"، وبالوقائع عبر المواقع، والأخ/ أنا "ياغافل لك الله"، إلى أن سأله المحاور الفذ/ "خالد الرفاعي" في أولى حلقات برنامجه "قال الكاتب" في قناة "دليل": هل صحيح أن مجلس الشورى هو من أوقفك؟ فقال: "حرام عليك ياخالد.. وهل من صلاحيات مجلس الشورى أن يوقف كاتباً؟" مع احترامنا لمهمته الوطنية ـ وأعضاؤه ما بين أستاذٍ وصديق عزيز قبل أن "يُسَشْوِرُوه"ـ فلئن كانت البيروقراطية سلحفاة فإن "القُبَّةَ" صدفتها المتينة المضادة لأي نقد!
وإليكُنَّكم مثالاً لا يساوي جناح بعوضة مما يكابدونه لاتخاذ أهم القرارات المؤثرة تأثيراً لا هوادة فيه:
في إحدى الحلقات "البايتة" التي يعرضها التلفزيون السعودي كفاصلٍ بين المشاهد المثيرة من "مسلسلة الأخبار" ناقشت "اللجنة الصحية" تقريراً استغرقت عاماً كاملاً في إعداده عن "حمى الضنك"، وأرسلته إلى الوزارة فاستغرقت عاماً آخر في دراسته، قبل أن تعيده مثخناً بالملحوظات العلمية الدقيقة؛ إجابةً على أسئلة "اللجمة" الخطيرة: هل تعتبر البعوضة "ناقلاً" للعدوى؟ أم "حاملاً" للجرثومة؟ فإن كانت "ناقلاً" فأين "الحامل"؟ لأنك مهما حاربت "الناقل" فلن تقضي على "حامل" المشكلة! وإن كانت "حاملاً" فهل تحتاج إلى عملية قيصرية طارئة، أم أن متابعة الحمل من قبل الدكتور/ "ساهر ابن حافز بن فارس" تكفي لولادة طبيعية؟ وامتعر وجه الزميل/ "رائحة التفاح ـ سيبويه" فقال ـ بعد فاصلٍ من "النحنحة" و"الحقحقة" و"الطبعنة" والبكاء على الأطلال: لا "ناقل" ولا "حامل"، بل الأصوب: "حاضن"! "يحَضَّن" لك الخير ياسيدي! وضج المجلس بالتصفيق وتداعى للتصويت على قرارٍ بالوصف اللغوي الأدق!
صوتوا أنتمتن أيضاً: يالهووتيييي ياخرااااابيييي! وسجلوا: أشهر بعوضتين في التاريخ: بعوضة "النمرود"، وبعوضة "اللجمة الصحية"!