رغم تحذيرات الدفاع المدني للمواطنين والمقيمين بعدم النزول إلى الأودية خلال هطول الأمطار، والابتعاد عن مجاريها، إلا أن عددا من الشباب ضربوا بتلك التحذيرات عرض الحائط، وأصروا على الجلوس في بطون الأودية بقصد التنزه.
وأرجع بعض الشباب قيامهم بتلك المخاطرة إلى فرحتهم بالأمطار، ورغبتهم الاستمتاع بالأجواء التي تعقب نزولها.
وفي هذا الصدد، قال خالد الغامدي: منذ فترة طويلة ومنطقة الباحة لم تشهد أجواءً ممطرة كالتي تمرعلينا هذه الأيام، مشيراً إلى أنها فرصة للخروج والتنزه والاستمتاع بالأجواء ومناظر الأودية الخلابة وقضاء أوقات جميلة برفقة الزملاء.
وأضاف عبدالله الزهراني: نجدها فرصة لالتقاط الصور التذكارية وتوثيق هذه المناظر الخلابة للأودية والجبال والسهول عقب نزول الأمطار والتنزه والترحال وإعداد الطعام واحتساء الشاهي وممارسة بعض الألعاب والهوايات التي تتناسب مع طبيعة الأرض والوقت.
فيما انتقد عدد من المواطنين تلك التصرفات، حيث قال سعيد الغامدي: أستغرب تلك التصرفات من شباننا الذين يعرفون أنها تشكل خطراً كبيرا على أنفسهم وممتلكاتهم، إضافة إلى ما تسببه من إزعاج لرجال الدفاع المدني، مشيراً إلى أنه يجب إصدار عقوبات رادعة لكل من يخالف التحذيرات.
ويرى عبدالله علي، وأحمد الزهراني، أن بعض هؤلاء الشباب يعبرون عن فرحتهم بهطول الأمطار بممارسة تلك السلوكيات الخاطئة المتمثلة في الجلوس في بطون الأودية أثناء أو عقب نزول الأمطار والدخول بالسيارات إلى مجرى السيول غير مبالين بما قد ينتج عن ذلك التصرف خصوصا في ظل اعتماد كثير من الأودية على السيول المنقولة، التي تأتي بغتة دون مقدمات، مشددين على أهمية زيادة التوعية والتثقيف عبر وسائل الإعلام المختلفة والمدارس والجامعات والجوامع.
بدوره، أكد المواطن عبدالإله عبدالله الشمراني، على أهمية وجود خريطة شاملة لمجاري الأودية والسيول بالمنطقة، تكون دليلا للأهالي والزوار، مشيراً إلى أنه على الرغم من تحذيرات وإنذارات الدفاع المدني المتكررة، إلا أنه لم يتعامل معها بعض المواطنين بجدية، فمع نزول الأمطار خلال الأيام الماضية، وجدنا بعض الشباب يخرجون للتنزه في الأودية والمتنزهات رغم انهمار المطر.
من جهته، أهاب مساعد الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة الباحة الرائد أحمد الشهري، بالمواطنين والمقيمين لأخذ الحيطة والحذر واتباع الإرشادات والتوجيهات مع استمرار هطول الأمطار، ومنها عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة وعدم التنزه حول الأماكن الممتلئة بالسيول والمستنقعات، واتباع الإرشادات والتعليمات المتعلقة بهذا الخصوص، وتجنب السباحة في مياه السيول والأمطار، وعدم الجلوس في بطون الأودية أثناء هطول الأمطار.
وشدد الرائد الشهرى، على عدم إقامة المخيمات في بطون الأودية أو النوم بداخلها، لأنه قد يداهمهم السيل المتكون بغتة وكذلك عدم النظر في مجرى السيل من أعلى وعلى مقربة منه، لأن ذلك يسبب الدوار وفقدان القدرة على التركيز مما يسبب السقوط ومن ثم الغرق، مشيراً إلى أن هناك تكثيفا للتوعية والتثقيف خصوصا في مثل هذه الأيام التي تزداد فيها نسبة هطول الأمطار وجريان الأودية من خلال بث رسائل التوعية في وسائل الإعلام.
إلى ذلك، جذبت المرتفعات والجبال الشاهقة والسهول والأودية العديد من المتنزهين وخصوصا الشباب، فيما استغلت العائلات جمال الجو والطبيعة الخلابة للتوجه نحو الحدائق والمتنزهات. وفضل كثير من الأهالي المكوث في غابة رغدان ومتنزه الأمير مشاري بن سعود في ظل توفر الخدمات العامة والترفيهية. ويقول المواطن عبدالعزيز صالح: مرت علينا بالمنطقة أيام عصيبة في ظل تأخر نزول الأمطار مما تسبب في موت الكثير من المزارع والغابات، إلا أن ما شهدته الباحة خلال الأيام الماضية من أمطار غزيرة، جعلت الغابات والجبال الشاهقة والسهول تكتسي باللون الأخضر، شجع الأهالي على الخروج للتنزه برفقة أسرهم.
فيما أشار خالد الغامدي، إلى أن الغيث كان رحمة بالبلاد والعباد، إذ ظل الكثير من مرضى الربو والحساسية يعانون جراء موجة الغبار التي نتج عنها احتقانات والتهابات أجبرتهم على مراجعة أقسام الطوارئ بالمستشفيات، مضيفاً أن الأمطار أسهمت في ارتياح أولئك المرضى.