وقعت هيئة تطوير المدينة المنورة في حرج بعد أن أدرجت خدمات النظافة والصيانة لمبنى الهيئة والمرافق المحيطة به ضمن مشروعاتها التطويرية المعتمدة في ميزانيتها للعام الحالي التي فاقت مليار ريال مشاريعها، والتي تنفذها في الوقت الحالي، في الوقت الذي طالب فيه الكثير من الأهالي هيئة مكافحة الفساد بمتابعة مثل هذه الإعلانات وتدقيقها ومحاسبة المسؤولين عنها.

وتضمن إعلان هيئة تطوير المدينة عن مشاريعها التي تنفذها في الوقت الحالي وعلى لسان أمينها العام المهندس محمد بن مدني العلي تعاقدها مع إحدى المؤسسات المختصة للقيام بخدمات النظافة والصيانة لمبنى الهيئة والمرافق المحيطة به، ولمدة (36) شهراً، بقيمة بلغت تكلفتها الإجمالية 1.106.644 ريالاً وهو ما أثار حفيظة الأهالي.

وإشار عدد من الأهالي خلال حديثهم لـ"الوطن" إلى أنهم منذ تأسيس هيئة تطوير المدينة منذ عامين لم يشاهد الجميع أي مشروع ناجح أو يحتوي على مواصفات ذات جودة عالية في الإنشاء أو التصميم سواء في المنطقة المركزية أو خلافها كما هو معمول به في هيئة تطوير مدينة الرياض.

وأبدى كل من محمد المرواني وسعود الرويثي وعمر المولد وناصر الجابري استياءهم وتذمرهم من دور هيئة تطوير المدينة في سرعة ودقة تنفيذ المشاريع ومتابعة المشاريع التي تنفذها الجهات الأخرى، إضافة إلى أدوارها الأخرى المناطة بها كما هو معمول به في هيئات التطوير في المناطق الأخرى.

وطالبوا الجهات الرقابية والجهات ذات العلاقة بضرورة العمل على مراقبة ومتابعة المشاريع الحكومية التي تعلن عن الجهات الحكومية والتي غالبا ما تتعثر لأسباب قد لا تستدعي تعثرها أو مشاريع تنتهي بوضع حجر الأساس لها.

ولم يجد أمين عام هيئة تطوير المدينة المنورة المهندس محمد العلي في رده يوم أمس على سؤال "الوطن" عن إدراج خدمات نظافة وصيانة مبنى الهيئة ومرافقها من ضمن مشاريع المنطقة التطويرية سواء القول تارة بأن هذا الأمر غير صحيح وتارة أخرى بأن وسائل الإعلام لم تحسن صياغة خبر الإعلان عن المشاريع التي تنفذها هيئة تطوير المدينة في الوقت الحالي مما أوقعها في "حرج".

وعن رده على مطالبة أهالي المنطقة هيئة مكافحة الفساد بتدقيق المبالغ المالية المعلنة لهذه المشاريع وما تعاني منه من هدر في الأموال دون وجودها على أرض الواقع قال المهندس العلي "نحن نرحب بهيئة مكافحة الفساد في أي وقت وبإمكانها الزيارة والاطلاع على كافة الأوراق والمناقصات التي تعلنها الهيئة في أي وقت ومحاسبة المقصرين.

وحول تذمر أهالي المنطقة من عدم وضوح مشروعات تنموية وتطويرية في المدينة قال المهندس العلي لم يمض على تأسيس هيئة تطوير المدينة سوى عامين والهيئة تعمل حاليا على إنهاء كافة المشاريع المتعثرة سواء في المنطقة المركزية أو خلافها، مؤكدا على أن الجميع سيتلمسون عددا من المشاريع التطويرية خلال الفترة القريبة المقبلة على أرض الواقع حال الانتهاء من تنفيذها.

وكان عدد من مواقع التواصل الاجتماعي قد تناقل خلال اليومين الماضيين ميزانية هيئة تطوير المدينة والتي فاقت مليار ريال؛ حيث كانت تساؤلات الكثيرين حول "في ماذا صرفت ميزانيتا العامين الماضيين دون وجود مشاريع" إضافة إلى أن البعض منهم وصف شعار الهيئة ـ على حد قولهم ـ بالتدمير وليس التطوير.