تعيش السعودية خلال هذه الفترة نقلة نوعية في التنظيم الإداري والإجرائي لكل مكونات الهيكل التنظيمي لوزارات ومصالح وهيئات الدولة للوصول لأفضل صيغة وإطار لخدمة المواطن والمقيم على حد سواء وكذلك تسهيل عملية المحاسبة والمتابعة والتدقيق وتنفيذ الخطط المرسومة.
إن هذه الطفرة والتعديلات الوزارية الأخيرة التي شملت كل مناحي الحياة والخدمات للمواطنين تبشر بعد أفضل وأجمل يتماشى مع روح الشباب الذين هم سند الأمة بعد الله سبحانه وتعالى.
ظهر الأحد الماضي التقى الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد أعضاء لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب بمجلس الشورى وهي لجنة ليس بينها أي عضو رياضي سبق له العمل في الرئاسة أو الاتحادات أو الأندية، وحسب ما نشر فقد تم مناقشة كثير من المواضيع التي تهم الجانبين.
في تصوري أن مرحلة الرئاسة العامة لرعاية الشباب انتهت على الأقل منذ عشرين عاما وكان من الأفضل نقل "رعاية الشباب" إلى وزارة الشؤون الاجتماعية أو تشكيل وزارة خاصة بالشباب على أن تكون هناك وزارة مستقلة للرياضة.
نعم اليوم نحن بحاجة إلى وزارة للرياضة وزارة تكون المظلة والمرجع الحكومي للجنة الأولمبية والاتحادات والأندية وتتفرغ بالكامل لهذا العمل، وزارة تنافسية تبحث عن بث روح المنافسة الشريفة والروح القتالية في الأبطال الأولمبيين واللاعبين وتكون ميزانياتها مخصصة لكيفية بناء البطل السعودي في المحافل الدولية بمسمياتها وتصنيفاتها كافة.
إن تعديل وضع الرئاسة العامة لرعاية الشباب مهم في هذه المرحلة لإعادة ترتيب الأوراق داخل أهم مؤسسة تقدم خدمات إعلامية مجانية مهمة للدولة في المحافل القارية والعالمية.
إن بقاء الوضع الحالي كما هو سيزيد من الترهل والضعف وسوء النتائج التي لا ترتقي للحضور السعودي المطلوب دوليا لكونه يعتمد على اجتهادات شخصية هنا أو هناك ودعم ضعيف أو غير مركز لبناء الكفاءات الشابة الإدارية والفنية والأبطال في الألعاب كافة.
على سبيل المثال فإن اتحاد القدم يعد مستقلا شكليا ولكنه في حقيقة الأمر مرتبط بشكل قوي مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تشرف على كل بطولاته وأنديته في المناطق والمحافظات من خلال مكاتبها الرئيسة والفرعية.
ولا يزال مجلس إدارة النادي يعتمد من قبل الرئيس العام "رغم الانتخابات التي تعقد" وتغيير عضو واحد في مجلس الإدارة يحتاج إلى موافقة الرئيس العام وقرار من سموه، وهذه إجراءات بيروقراطية أشغلت المسؤولين عن أمور استراتيجية أكبر لخدمة الرياضة والشباب.
كانت الثقافة تابعة للرئاسة ضمنيا وكان الرئيس العام يمثل المملكة في كل ما يخص الجانب الثقافي وبعد نقل الثقافة إلى وزارة الإعلام خفت الضغوط قليلا على الرئاسة العامة التي ننتظر أن تتحول إلى الرئاسة العامة للرياضة أو أن تصبح وزارة الرياضة.
كثير من المسؤولين الرياضيين يتحدثون عن عدم اهتمام بعض وزارات الدولة بالأمور الرياضية وأنهم يجدون صعوبات لإقناعهم بأهمية الرياضة وآخر هذه الملفات كان موضوع استضافة المملكة لبطولة أمم آسيا 2019م ولكي نتجاوز مرحلة اقتناع الوزراء بالجانب الرياضي ودعمه بشكل أقوى نحتاج لهذا التعديل لكي يصبح للرياضة ممثل داخل مجلس الوزراء لإيصال الصوت بشكل مباشر أمام القيادة الرشيدة.