أثارت نحو 40 لوحة تشكيلية في معرض الفنان الراحل"محمد الصندل"، في مقر فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء أحزان وأشجان الفنانين التشكيليين ومحبيه في الأحساء على وجه الخصوص وفي المملكة على وجه العموم، واصفين تلك اللوحات بـ"الإبداعية"، مؤكدين خلال أحاديثهم إلى "الوطن" أنها تمثل مسيرة تألق وإبداع ونجاح، وأنها أعادت الذاكرة إلى الأيام الأخيرة التي سبقت وفاته، ومجلس عزائه الذي، شهد توافد محبيه من كل مختلف مناطق المملكة، وهم يشعرون بالحزن والأسى على رحيل "أسطورة الفن التشكيلي بالأحساء"، كما يحلو لمدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء علي الغوينم، تسمية الراحل .

واشتمل المعرض، الذي انطلقت فعالياته مساء الاثنين، واختتم مساء أول من أمس، وتم تخصص اليومين الأخيرين للنساء، على لوحات تشكيلية تبرز المظاهر الاجتماعية في المحيط الأحسائي القديم، والتي من بينها ليلة الحناء والفلاح والنساء بأزيائهن التقليدية وبعض أركان المنزل الأحسائي القديم وطريقة الري القديمة، بالإضافة إلى بعض المهن والحرف الشعبية. واستقبل المعرض على مدى أيامه الـ4 الماضية أعداد كبيرة من التشكيليين والتشكيليات.

وقال الغوينم "إن حروفي والحزن في حنايا الروح، والدمع مسكوب على لوحة الإبداع، ألون ذلك الرسم بريشة الألم وهو ألم الفراق والفقد، وكان الراحل يعيش قلق المبدعين ويرى الإبداع أن ترى المألوف بطريقة غير مألوفة، وحينما أشاهد لوحاته فأني أسمع فيها همس النجوى وأقرأ فيها عبق التاريخ وأشعر بجمال الروح". وأوضح الغوينم أن اللجنة المشكلة، بتحديد أسعار وبيع لوحات الصندل، حصلت على موافقة أسرة الراحل على بيع بعض منها، وأن مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون اقتنى 6 لوحات من لوحات الراحل، فيما طبع فرع الجمعية في الأحساء نحو 200 لوحة تشكيلية منها "طباعة" للوحتين من لوحات الراحل وهما "لوحة الخباز، ولوحة الفلاح"، فيما سيتم تسليم أسرة الراحل مجموعة اللوحات الأخرى، ويتم التواصل مع أسرته لمشاركة اللوحات في المحافل والمناسبات المختلفة مستقبلا حتى تكون لوحات الراحل حاضرة في الفعاليات التشكيلية والثقافية داخل المملكة وخارجها.

وقال نبيل الصندل "ابن الراحل": إن الكلمات لتعجز عن وصف هذا الرجل، والأب الحنون، وعندما أقول محمد الصندل، فإن ذلك يتلازم معه كلمة "عطاء"، موضحا أن اللوحات الفنية، بقدر ما ترسم في شفتيه الابتسامة فإن قلبه يعيش في حرقة حزنا على وفاته وفراقه، موجها شكره وتقدير أسرته لإدارة الجمعية على تبنيها تنظيم المعرض، وإطلاق تسمية قاعة الفنون التشكيلية في الجمعية باسم والدي الفنان التشكيلي محمد الصندل.

وأبان الفنان التشكيلي سعد العبيد أن الراحل كانت حياته مليئة بالنشاط والحيوية، وحب الجميع، الأمر الذي فرض على جميع التشكيليين في المملكة، التجاوب معه سريعا عند الطلب منهم إعداد وافتتاح المعارض التشكيلية. ووصف الفنان التشكيلي عبدالحميد البقشي الراحل بأنه شخصية مغناطيسية جاذبة، لا تفارقه الابتسامة منذ أن عرفه قبل نحو 35 عاما.