لم يتأن بعض كتاب الرأي، والمغردين، قبل أن يتلقف خبرا - لا أشك أنه من صنع مخابرات النظام السوري – عن قيام سوق لتزويج سعوديين و خليجيين وأردنيين من نازحات سوريات قاصرات، وبدأ يروج للكذبة على أنها حقيقة لاتقبل النقاش. ويتباكى على حال الأمة التي تجري وراء شهواتها على حساب قيمها ومبادئها، ولعمري فإن هذا من البساطة الإعلامية وقلة الخبرة التي سبق أن خبرناها في مواطن كثيرة، ومن أول دلائل كذب هذا الخبر، هو أنه يتداول في مئات المواقع الإلكترونية بصيغة واحدة مع بعض التعديلات، مما يدل على أنه خارج من مصدر واحد، وإذا تمعنت في هذه الصيغة ستجدها تحريضا صريحا، ومحاولة لشق الصف العربي المصطف مع الأشقاء السوريين والمدافع عن حقهم في الأمن، والحياة الكريمة، ضد ما يتعرضون له مع عمليات إبادة منظمة، من قبل النظام الطاغي في دمشق، ومحاولة لرسم صورة بشعة لهذا الشقيق الراكض وراء أدنى شهواته، في الوقت الذي يحتاج فيه الشعب السوري المجاهد لأعلى هممه.

إن هذه النوعية من الاخبار الموجهة تطبخ في الساحات الخلفية لأجهزة مغرضة لأهداف محددة، ونأسف أن يكون بيننا من يتداول مثل هذه الأنباء بحسن نية، ودون تمعن في عواقبها، فكيف سيكون موقف الشعب السوري من خبر كهذا يستهدف كريمات وحرائر الشام، اللائي ضربن أروع الأمثلة للتضحية والفداء في هذه المعركة غير المتكافئة.

الكثيرون تزوجوا من السوريات قبل هذه الحرب، بأسلوب يليق بالسوريات، وبالرجال العرب الشرفاء الراغبين بالزواج الشرعي، وعرفوا أية امرأة هي تلك الشامية الأبيّة.