شهدت واشنطن أول من أمس ندوة لافتة للانتباه دعا إليها معهد بروكينجز حول احتمالات نجاح المفاوضات بين إيران ومجموعة (5+ 1) في إسطنبول غدا.
وخلال الندوة قالت المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية وفي مجلس العلاقات الخارجية سوزان مالوني، إن أي آمال بنجاح المفاوضات هي آمال لا تستند على تفسير موضوعي قوي.
وأضافت "ليس هناك أي دليل يبرهن على أن إيران وصلت إلى قرار إستراتيجي بحل قضية الملف النووي. إن ما تسعى إليه المفاوضات هو في نهاية المطاف بدء عملية لبناء الثقة بين الجانبين وليست العثور على حل سحري لهذه القضية".
وقالت مالوني إن العالم يحتاج إلى خطوات تدعوه إلى الثقة بشأن التخصيب الذي يصل إلى 20%. وأضافت "لدينا الآن أقوى نظام للعقوبات فرض على أي بلد في العالم وثمة إجراءات ستتخذ في الصيف بمقاطعة البنك المركزي الإيراني ومقاطعة شراء النفط الإيراني. ويعني هذا إخراج إيران من قائمة الدول المصدرة للطاقة. غير أن الإيرانيين يبعثون بإشارات توحي بأنهم مستعدون لتحمل هذه العقوبات والمضي في برنامجهم النووي".
أما المسؤول السابق في وزارة الدفاع وفي مجلس الأمن القومي مايكل دوران فقال إن من يتوقعون حلا للمسألة النووية الإيرانية من تلك المفاوضات ستأتيهم بدلا من ذلك مفاجأة. وشرح ذلك بقوله "الإيرانيون يرون الآن الخط النهائي للبرنامج النووي. إن امتلاك القدرة على صنع سلاح نووي بات في مرمى البصر. وهم لم يتخلوا عن مشروعهم من قبل فكيف يتخلون عنه الآن. إنهم يمنحون الرئيس باراك أوباما فحسب سببا لإقناع الإسرائيليين بصرف النظر عن الهجوم. فبإمكان أوباما أن يقول الآن ها نحن نتفاوض فاتركونا نتفاوض فيما تدور مفاعلات الطرد المركزي بلا توقف وفيما تخصب إيران مزيدا من اليورانيوم. إنهم يسعون إلى كسب الوقت".
وتابع "الإسرائيليون لن يهاجموا إيران. إنهم يقولون في كل ركن من أركان العالم إنهم ينوون الهجوم ومن ينوي الهجوم فعلا لا يتحدث عنه في كل صباح ومساء. الإيرانيون سيحاولون كسب الوقت. وفي أكتوبر المقبل أو نحو ذلك سيقدمون مبادرة جديدة لإنقاذ المفاوضات أي لكسب مزيد من الوقت".
وقال الدكتور شبلي تلحمي الأستاذ في جامعة ميريلاند والباحث في بروكينجز إن السبب في إثارة إسرائيل لاحتمالات الهجوم على إيران هو مساعدة المرشح الجمهوري والكشف عن نقطة ضعف في سياسة أوباما الخارجية.
وتابع "ولكنني لا أعتقد أن المفاوضات تهدف إلى إرجاء أي هجوم إسرائيلي إذ إن قبول أوباما بالتفاوض هو مخاطرة بالنسبة له كما أن قبول إيران بالتفاوض ثم فشل المفاوضات سيعني بصورة حتمية أن على الإيرانيين مواجهة ضربة عسكرية".