دعا باحث خليجي إلى ضرورة تأسيس اتحاد وصندوق لمؤسسات الوقف في دول الخليج، ويكون هذا الاتحاد مظلة تجمع المؤسسات العاملة في مجال الوقف في الخليج، ويهدف إلى جمع جهود المؤسسات العاملة في خدمة سنة الوقف وتوحيد هذه الجهود في عمل مؤسسي، ورعاية تنفيذ المشاريع الوقفية المشتركة بين دول المجلس والإعلام عنها، وتعزيز لحمة التعاون بين المؤسسات الوقفية العاملة في برامج مشتركة، وتبادل الخبرات بين المؤسسات الوقفية في الخليج بما يثري العمل الوقفي وينميه، فيما يسهم الصندوق في إيجاد برامج توعوية والدعوة لتنمية دوره في مجتمعات دول الخليج.

وقال الباحث في الشؤون الوقفية الأمين العام لوزارة الأوقاف في الكويت الدكتور عبدالمحسن الجار الله الخرافي، خلال محاضرته "الوقف والتنمية الثقافية في الخليج العربي"، مساء أول من أمس في نادي الأحساء الأدبي، وأدارها القاضي بمحكمة الاستئناف رئيس المحكمة الجزائية بالأحساء الشيخ عبد الباقي آل الشيخ مبارك، "أعجبتني جهود إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد في الأحساء خلال زيارتي لها أول من أمس، والتقائي بمديرها الشيخ أحمد الهاشم، واطلاعي على جهود الإدارة في استرداد الأوقاف الضائعة والمهملة في الأحساء، بجهود ومتابعة محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، وتكاتف جهات الاختصاص في وزارة الداخلية، ووضعها تحت إدارة "الأوقاف" رسمياً وتوجيهها الوجهة الصحيحة بما يخدم المجتمع ويوافق شروط الواقفين". وأشاد بجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العمل حالياً على إنشاء هيئة مستقلة لـ "الأوقاف" في المملكة، وفصلها كهيئة مستقلة عن إدارة المساجد والدعوة والإرشاد، مؤكداً أن ذلك القرار صائب، باعتبار أن التخصص يقود إلى الإبداع، مبدياً استعداد الأمانة العامة لـ "الوقف" في الكويت، لتقديم كامل المشورة للمملكة لإنشاء والبدء في أعمال هذه المؤسسة، وتقديم كل أدبيات وإستراتيجيات وخطط ولوائح أمانته، لافتاً إلى أن أمانة "الوقف" في الكويت لها جهود جبارة في المجالات الوقفية المختلفة، وأن دولة "الكويت" تعتبر رائدة في مجالات "الوقف" على مدى العقدين الماضيين، وقد استفادت من تجربتها بنجاح كبير دول قطر والإمارات والبحرين.

وأبان في معرض محاضرته أن الحضارة الإسلامية، تميزت بالوقف، وله دور بارز فيها، واتسم بالمرونة الكبيرة، الذي يطوره صاحبه كيفما يشاء طبقاً للقاعدة الأصولية "شرط الواقف كنص الشارع"، ولم يكن مخصصاً للفقراء، وحدهم بل شمل الجميع، ولم يقتصر على بناء المساجد والمستشفيات والمكتبات وحفر الآبار وإقامة الجسور، بل كان هناك تفنن وأوقاف جديدة، مثل وقف الآنية المكسورة، ووقف المجانين، ووقف الكلاب الضالة ووقف الحليب ووقف الحادي في السحر لإسماع المرضى، ووقف المتهامسين لإسماع المريض لرفع معنوياته وتشييد الفنادق لإقامة الغرباء، والإعجاز العلمي، والإعلام الهادف، ودعم المشاريع التعليمية المختلفة وغيرها.

وعزا أسباب انخفاض المشاريع الوقفية حالياً إلى تعدد قنوات ومصاب الأعمال الخيرية في الوقت الحالي، مطالباً أصحاب تلك المشاريع الوقفية الجديدة بالابتعاد عن المشاريع الوقفية التقليدية كبناء مساجد أو طباعة المصاحف، والتوجه نحو مشاريع خيرية جديدة أخرى في عموم الخيرات كمشروع الإعجاز العلمي والإعلام الهابط، وغيرها.

وفي الختام، سلم رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري درع النادي التذكاري ومجموعة من إصدارات النادي للخرافي.