فيما قللت بعض المداخلات المعارضة بمؤتمر اللغة العربية الدولي الأول الذي أقيم أخيرا بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ما أثاره بعض الباحثين حول مخاوفهم من ضياع اللغة واندثارها، أكد مشاركون أن اللغة العربية معصومة بعصمة كتاب الله الذي تعهد بحفظه، ووصفوا بعض المحاضرين (الباحثين) بالمتشائمين حول مصير اللغة العربية ونادوا من خلال مشاركاتهم ومداخلاتهم بالتصالح مع اللغات الأجنبية واللهجات العامية وإقامة جسر بين الفصحى والعامية من أجل الأجيال العربية القادمة.

وناقش المشاركون في المؤتمر الطرق العلمية للمحافظة على اللغة العربية وحمايتها مما وصفوه بالأخطار الخارجية التي تهددها ومن تلك الأخطار التي حذر منها بعض المشاركين مبالغة بعض الباحثين في المؤتمر ووصفهم اللغة العربية بالغائبة أو المشطوبة.

وقال الدكتور محمد خضر رداً على أحد الباحثين المشاركين في المحور الثاني تحت عنوان "اللهجات والتأصيل اللغوي" حول الكلمات الأجنبية التي أدخلت في اللغة العربية أن اللغة العربية كغيرها من اللغات تؤثر وتتأثر بغيرها.

وأضاف أنه لا ضير بالاقتراض لأنه ليس أمرا محظورا في عرف اللغات، واللغة العربية تسمح به وهي تأخذ وتعطي غيرها وأضاف أن اللغة الإسبانية يوجد بها 6 آلاف مفردة من اللغة العربية وفي اللغة الإنجليزية نجد أن ألفي كلمة بها من أصول عربية وهو الأمر نفسه في سائر اللغات التي لم تتأثر بدخول مفردات أجنبية عليها ويشدد خضر أن المخاوف التي أطلقها الباحثون في المؤتمر من تسلل بعض المفردات ليست في محلها.

ودعا عدد من المشاركين خلال مداخلاتهم القائمين على المؤتمر بإنشاء مجامع جديدة للغة العربية، مؤكدين أن أهمية المجامع اللغوية في العالم العربي ترجع لإثرائها اللغة العربية التي تعيش في أيامنا هذه مواقف متباينة واجتهادات متنوعة ومطارحات جدلية فتثري العربية الفصحى، وتخرج بعد كل اجتماع وهي أكثر صلابة وقوة واستمرارية وثبات على الرغم من كل ما يحاك ضدها، مشيرين لضرورة إشراك بعض مؤسسات المجتمع المدني في دعم الجهود الحكومية في مؤسساتها وهيئاتها وأن تكون المشاركة المجتمعية حقيقية يقوم بها الأفراد بدافع الرغبة والمسؤلية المشتركة.

وطالب الدكتور عبدالله الخطامي بتوحيد السياسات اللغوية بالدول العربية بشكل عام واستحداث مشروع وسائل عربية موحدة توقف الشرخ والتوسع والتباعد في ألفاظ اللغة العربية وتوقف التعدي عليها، وأن يكون لمجامع اللغة العربية سلطة تقديرية للإشراف على إنجاز ما يصدر عنها من توصيات.

واقترح الخطامي أن تتولى جامعة الدول العربية تحديداً مهام كل دولة في تنفيذ التوصيات وتقوم بوضع الضوابط والآليات لتنفيذ المقترحات والتوصيات الصادرة عن تلك المجامع والمؤتمرات الدولية.