في الوقت الذي عادت فيه الحياة إلى طبيعتها في إقليم أتشيه الإندونيسي أمس بعد زلزال شديد قبالة سواحلها أول من أمس، دفع السلطات إلى إصدار تحذير من إمكانية حدوث موجات مد عاتية (تسونامي)، ضرب زلزالان قويان أمس وأول من أمس غرب المكسيك، مما ضاعف الرعب من قدوم موجات مد عاتية "تسونامي".

ففي إندونيسيا عاد التيار الكهربي بعد انقطاعه في أعقاب الزلزال الذي بلغت قوته 8.6 درجات على مقياس ريختر، كما فتحت المكاتب الحكومية أبوابها مجددا، بعد التوابع العديدة التي أعقبت الزلزال وأجبرت السكان على قضاء ليلتهم في العراء.

وذكرت السلطات أن خمسة أشخاص توفوا نتيجة إصابتهم بأزمات قلبية لدى تدافع الناس وسط حالة من الذعر، وأصيب عدة أشخاص بجروح طفيفة.

وأوضح رئيس الوكالة المحلية لمكافحة الكوارث أن سبب الوفاة لم يكن بسبب تساقط الحطام ولكن نتيجة الذعر، مشيرا إلى أن السبب قد يكون الإصابة بأزمات قلبية.

وقال مسؤولون إن سجنا انهار في منطقة أتشيه بيسار، كما لحقت أضرار بالكثير من المباني، واضطر حرس السجن في منطقة كاجو إلى تسريح النزلاء، خشية انهيار المبنى فوق رؤوسهم، وتمت إعادة السجناء في وقت لاحق.

وقال المتحدث باسم الشرطة جوستاف ليون إن النزلاء صرخوا "تسونامي.. تسونامي .. ولم نستطع تجاهل صرخاتهم". ولكن في منطقة بيدي، لم يعد ما بين 34 و 62 من السجناء الذين تم تسريحهم إلى السجون.

وفي العاصمة جاكرتا، قالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث إنها أرسلت ثلاثة فرق للمناطق المتضررة من الزلزال لتقييم حجم الدمار.

وقال سوتوبو نوجروهو، المتحدث باسم الهيئة: "وفقا للتقارير الأولية، أصيب أربعة أشخاص بجروح طفيفة، وانهار أحد الجسور".

ودفع الزلزال السلطات إلى إصدار تحذيرات من حدوث موجات تسونامي في إندونيسيا، وتايلاند والهند، وأستراليا، وجزر سيشيل، والصومال، وعمان، وجنوب أفريقيا، وتم رفع التحذيرات بعد ساعات.

وفي المكسيك ضرب أول من أمس وأمس زلزالان قويان غرب البلاد، بفارق دقائق، مما أدى إلى اهتزاز المباني في منطقة واسعة بما فيها العاصمة، ودفع الناس للهرب إلى الشوارع ذعرا، ولم ترد تقارير عن أضرار كبيرة.

وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن الزلزال الأول وقع في ولاية ميتشواكان بغرب المكسيك، وبلغت قوته 6.4 درجات، وكان مركزه على عمق 12.4 ميلا، وكان الزلزال الثاني الذي وقع في الساعات الأولى من صباح أمس قبالة ساحل باجا كاليفورنيا أقوى، إذ بلغت قوته 6.9 درجات، وكان على عمق 6.2 أميال.

وقال رئيس بلدية مكسيكو سيتي، مارسيلو إبرارد، في صفحته على موقع "تويتر" بعد الزلزال الأول إنه لا توجد مؤشرات أولية عن أضرار جسيمة، وإن الخدمات الرئيسية في المدينة -بما في ذلك شبكة مترو الأنفاق والمطار الدولي- تواصل العمل بشكل عادي.

وقالت اديلا أرسيو، التي كانت تعتني بطفليها في حي روما وسط مكسيكو سيتي "كان هناك صوت فظيع، وكان كل شيء يتحرك"، ولم ترد تقارير أولية عن وقوع خسائر، وقال اجوستين لولي المتحدث باسم خدمات مكافحة الحرائق في بلدة أوروابان في ميتشواكان بالقرب من مركز الزلزال "شعرنا به لكن لم تحدث أضرار كبيرة."

وقال مركز التحذير من موجات المد البحري في المحيط الهادي، ومقره هونولولون إنه لم يصدر تحذير من أمواج مد بحري قوية، لكن ديفيد وولش، الذي يعمل بالمركز، أشار إلى أن الزلزال كان قريبا من الماء، وقويا بدرجة كان يمكن أن تسبب موجات مد عاتية.

وجاء الزلزالان بعد هزتين بالمكسيك في الشهر المنصرم، وألحق زلزال قوته 7.4 درجات في 20 مارس أضرارا بمئات المباني في جنوب غرب البلاد، وأعقبه عشرات من الهزات الارتدادية.