يبدو أن المدنيين والثوار ليسوا هم الهدف الوحيد لصورايخ قوات بشار الأسد، بل امتد الأمر ليصل إلى "حرب استنزاف علاجية" على حد وصف مسؤول طبي في قيادة اللجنة الطبية الشعبية لإغاثة جرحى الداخل السوري، ونقاط التماس الحدودية في تركيا والأردن ولبنان، التي يتواجد بها عدد كبير من اللاجئين السوريين. وكشف المسؤول الطبي في الرابطة الطبية للمغتربين السوريين عن "أزمة صحية" تكمن في توفير أكياس الدم للمصابين والجرحى في المدن المحاصرة، بالإضافة إلى المدن الواقعة تحت قبضة الجيش الحر الموالي للثورة. وأكد أن العمليات العسكرية باتت تستهدف مستودعات الدم وثلاجات المشافي براجمات الصواريخ، في خطوة استنزاف حقيقة للثوار، بهدف تدمير البنية الصحية.
وقال المسؤول الطبي في حديث إلى "الوطن" إن النظام السوري "يحاول بشكل قذر التدمير الكامل لأي مفصل يمد في عمر الثورة". وأوضح أن "هناك تشكيلات عسكرية خاصة تتركز مهمتها في تدمير المرافق الصحية بشكل كامل والتي تشتمل المستشفيات والمستشفيات الميدانية، وسيارات الإسعاف ومستودعات الدعم التي تعتبر ركيزة أساسية في إنقاذ الجرحى". وقال المسؤول إنه تم خلال الفترة الماضية إرسال أكثر من 4 آلاف "كيس دم" لعدد من المدن وذلك عبر تأمين خطوط إمدادها من الأردن ولبنان، إلا أنه أكد أن "الحاجة ما زالت قائمة، ونعمل على تنسيق الطلب والتوزيع بين المدن لتجنب الهدر".
وحذر الطبيب المنظمات الصحية العالمية بشأن الوضع الصحي المتردي الذي تعيشه المدن السورية عموما، والنقص الحاد في الأدوية حيث منعت السلطات السورية التعامل مع بعض الأدوية والمستلزمات منعا باتا ويعتبر امتلاكها جريمة تؤدي إلى اعتقال ومحاسبة مقتنيها. وأشار إلى أنه بسبب ممارسات النظام السوري، أضحى من الصعب على السكان أن يحصلوا على مساعدة طبية في ظروف مناسبة وفي بيئة صحية آمنة. وتشير تقارير طبية إلى نقص حاد في أدوية الأمراض المزمنة، كأدوية القلب وضغط الدم والسكري والربو وغيرها، حيث تكون هذه الأدوية مرتفعة السعر نسبيا، مما جعلها هدفا لعمليات النهب التي تعاني منها الصيدليات في المحافظات السورية.