-ألو "أم فلان"...
فجاة ودونما مقدمات، ترد عليك "أم فلان"، التي لا تعرف عنها أي شيء، سوى الاتصال بها على شريحة جوالٍ مجهول الهوية، لتطلب منها توفير عاملة منزلية على جناح السرعة، ودونما مفاوضات، تفرض عليك "أم فلان" سعراً عالياً للساعة الواحدة، وهي تعلم عِلم اليقين أنك بحاجة ماسة لهذه العاملة.
ترضخ بسرعة لكافة شروطها، ثم يحدد مكانٌ غير واضح المعالم لاستلام العاملة، وكأنها سلعة ممنوعة، وهذا طبيعي، فالعاملة هاربة من مكفولها، وهي ذاهبة للعمل عند رب أسرة سبق أن هربت منه عاملته المنزلية!
والأسوأ من ذلك أن الأُسر يدخلون امرأة لا يعرفون عنها شيئاً وسط بيوتهم، وبين أطفالهم، ثم يلومون الجميع إذا سَرقت شيئاً ما، أو تعاملت بعنفٍ شديدٍ مع طفلٍ أو شخصٍ ذي احتياجات خاصة!
الأكثر إثارة هي عملية استلام المال، والتي تتم بطريقة سلم المال قبل استلام العاملة، والتي تتم أمام المنزل، أو في مكان عام، ثم بعد الانتهاء من المهمة تركب العاملة مع سائق سيارة الأجرة لتذهب إلى مكان لا يعرفه أحد، وهكذا تستمر القصة لتذهب العاملة في اليوم التالي إلى منزل أسرة أخرى وهكذا دواليك...
السؤال ما الذي أدى بنا إلى الوصول لهذه المرحلة ؟ وظهور كائنات طفيلية مثل "أم فلان" التي لا تقوم بشيء في حياتها سوى تأجير عاملاتها على المحتاجين؟ صحيح أن احتياج الناس قاد لمثل هذه التصرفات، ولكن غياب وسائل الرقابة ومعاقبة العاملات الهاربات، ومكاتب استقدامهن قادت – بالتأكيد - لمثل هذه الظاهرة.
نسمع جعجعة كثيرة حول حلول مشاكل الاستقدام، من شركات موّحدة، ومفاوضات مع دول الاستقدام، ولكننا لا نرى أي طحين يذكر، أقصد حلولاً على أرض الواقع، وبالتالي فإن نشاط "أم فلان" وأخواتها سوف يستمر.