"عيش رجب ترى العجب"، مقولة تحوم بعقلك كلما تجولت في سوق الاتصالات بحي "المرسلات"، وتعيش العديد من القصص والروايات التي تدخل في البيئة "اللاسلكية"، من تطور وتقنية الأجهزة الحديثة، والركض وراء الموضة، بعد أن أصبحت التقنيات الحديثة تختمر عقول الشباب بكل ما هو جديد ومستحدث.. ويستثير هوس شراء الأجهزة في النصف الأول من الشهر وإعادة بيعها في النصف الآخر.
تجولت "الوطن" في سوق الاتصالات ورصدت العديد من المتسوقين الذين يتشوقون إلى كل ما هو جديد، ومنهم صالح السنيدي الذي أكد أن البائعين في السوق يتعاملون بالنظام الشهري وينتظرون حتى نزول مرتبات الموظفين في أواخر الشهر ويستمر نهمهم حتى منتصف الشهر الذي يليه، مشيرا إلى أن البائعين يكونون في حالة استنفار خلال فترة الركود الذي يشهده السوق في منتصف الشهر لشراء الأجهزة المستعملة بسعر ضئيل من قبل الزبائن الذين يعرضون أجهزتهم للبيع بسبب الضائقة المالية التي يمرون بها أو لخلل في الجهاز، فيما تكون عملية بيع وعرض الأجهزة في نهاية الشهر في حالتها القصوى بسبب نزول مرتبات الموظفين سواء من القطاع الحكومي أو من القطاع الخاص.
ويحكي السنيدي موقفا لأحد زملائه ويقول إنه قام بشراء جهاز آي فون مستخدم من قبل أحد المحلات بسعر 2400 ريال تحت تأكيد صاحب المحل أنه في حالة ممتازة جدا وبعدها بأربعة أيام أصبح الجهاز عديم الفائدة بسبب الأعطال المتكررة، وأثناء رجوعه للمحل للمطالبة بحقه لم يجد الرد الكافي من قبله بل وجد التجاهل، بسبب عدم حصوله على أوراق بيع أو ضمان تعزز موقفه من صاحب المحل.
أشرف محمود بائع في سوق الاتصالات، يقول إنه دائما ما يعزز موقفه عند البيع والشراء، إلا أنه أحيانا يقع في مقالب واحتيال، ويقول إنه حدث أن جاءه أحد الزبائن إلى المحل وطلب جهاز آي فون مستخدما لرغبته الجادة في الشراء، وأنه قام بفحص الجهاز المعروض وتمعن فيه كثيرا، وأخيرا قرر استرجاع الجهاز بحجة أن السعر غير مناسب لشرائه، إلا أنه فوجئ بعد مغادرته بفترة وجيزة لم تتجاوز الـ3 دقائق أن الزبون قام باستبدال الجهاز الذي تفحصه بجهاز آخر "صيني" مشابه للجهاز الأصلي الذي عرضه عليه، مستغلا في ذلك كثرة الحديث معي والانشغال بدخول وخروج الزبائن.
ويسرد أشرف محمود موقفا آخر تعرض له من أحد الزبائن الذي قام بشراء جهاز جديد من نوع "بلاك بيري" بقيمة 1450 ريالا، وبعد مدة لم تتجاوز الـ24 ساعة، قام باسترجاعه لعدم مقدرته على استخدام الجهاز من تقنية حديثة، لأنه يتمتع بتقنية عالية جدا، وخسر بذلك مبلغ 300 ريال خصمت من قيمة الجهاز.
فهد فياض مبرمج جوالات للأجهزة الحديثة في سوق الاتصالات، يقول إن العديد من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى 30 سنه يرغبون في برمجة جوالات الآي فون باستخدام تقنية "الجلبريك"، موضحا أن هذه الخاصية تتيح لمستخدمي الآي فون كسر الحماية التي وضعتها الشركة المصنعة، حيث تتيح لمستخدمي البرنامج شراء برامج مجانية في الوقت الذي تكون هذه البرامج بأسعار غالية في الشركة المصنعة، إذ تتراوح أسعار فتح الحماية "الجلبريك" من 30 إلى 70 ريالا في الوقت الذي يؤكد فيه فياض أنه يستقبل 10 طلبات يوميا من قبل الزبائن.