افتتحت مساء أول من أمس الدورة التاسعة لمهرجان الدمام المسرحي للعروض القصيرة، التي حملت اسم "الشاعر والإعلامي شاكر الشيخ، رحمه الله، ونظمته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في مقرها بالدمام بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور محمد الرصيص ومدير عام الجمعية عبدالعزيز السماعيل، وعدد من المهتمين والمتابعين للشأن الفني والثقافي في المملكة. وقدم الحفل الشاعر زكي الصدير، وأخرجه الفنان ياسر الحسن. وبدأ الافتتاح بشكل مبسط عبر وصلات لعازف الربابة عبد الله دهيم ثم تلاه النهام صالح العبيد قبل أن يتبعهما عازف العود حمد الرشيد.
وبعد افتتاح موسيقي شمل فنون البادية والبحر والمدينة، ألقى الفنان ناصر الظافر كلمة مدير المهرجان، مرحبا بالحضور ومعربا عن أمله باستمرار النجاحات التي حققتها الدورات السابقة من المهرجان، مشيدا بالجهود التي قدمها وما زال يقدمها منسوبو فرع الجمعية بالدمام في خدمة الحركة الفنية. من جهته قال مدير الجمعية عيد الناصر في كلمته إن المهرجان لعب دورا في تطور الحركة المسرحية بالمملكة وكان أشبه بالعدوى المسرحية التي انتقلت لفروع الجمعية في المناطق، مستشهدا بإقامة مهرجانين في الطائف والرياض في العام الحالي في محاكاة لمهرجان الدمام المسرحي.
وكانت البداية للعروض العرض المستضاف من دولة الكويت "كرسي الشعب" للفرقة الكويتية تياترو من إخراج عبد العزيز النصار وتأليف العربي بنجلون من المغرب وبطولة علي الحسني، وحسين المهنا، وناصر الدوب، وعبدالله الحمود ومجموعة من الممثلين الشباب، والسينوغرافيا فهد المذن. وارتكزت فكرة المسرحية حول الصراع الإنساني والذي يحدث في كل زمان ومكان، وخاصة الصراع على المناصب وكرسي المسؤولية واستخدام كافة الأساليب والطرق المشروعة وغير المشروعة للوصول لأعلى منصب، وتتكرر الصراعات في كل مناسبة، حتى يكون للشعب دور في اختيار من يمثله، كما يطغي صراع المسؤولين والأفراد نحو المنصب على هموم وقضايا الشعب الإنسانية المهمة من فقر وجوع وبطالة منتشرة بين أفراد الوطن الواحد، والتي من المفترض أن تأخذ الأولوية من كل فرد يطمح لخدمة المجتمع والوطن.
المخرج الشاب عبد العزيز النصار استطاع أن يقود فريق العمل المكون من أربعة عشر ممثلا بنجاح، وأن يبدع في التحكم في الحركة الجسدية التي كانت متناسقة ومناسبة مع الإضاءة والصوت الموسيقي، بالإضافة للانتقال السريع على المسرح بكل خفة. وأكد المخرج النصار أن الفترة الطويلة مع الممثلين خلقت جواً للعمل الإبداعي والتفاهم ساعد على نجاح العمل. وكان إيقاع العمل عالياً بلمسة السينوغرافيا، ولوحة فنية لعزف حي بالناي للفنان فهد البحري. ويحسب لطاقم الممثلين العمل الجماعي الواضح ومخارج الكلمات السليمة والتي كانت خالية من التعقيد، بالإضافة إلى الإسقاطات في بعض المشاهد على الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي في الوطن العربي. وفي الندوة التي تلت العرض وأدارها الشاعر أحمد الملا بحضور مدير الفرقة علي عبدالرضا والمخرج عبد العزيز النصار، أوضح أن المسرحية عرضت في الكويت في زمن أطول ومشاهد أكثر وعدد ممثلين أكثر. وأضاف النصار أن عرض "كرسي الشعب" فاز بأكثر من ثماني جوائز في مسابقة مسرح الشباب بالكويت، ووجد العمل الكثير من الأصداء الإيجابية لدى الصحافة والجمهور، و علق البعض أن العرض أعاد الزمن الجميل للمسرح في الكويت.
من جهته يرى الناقد يوسف شغري أن العرض كان جيداً ورائعاً مع بعض المآخذ على الممثلين بالمبالغة في الأداء والحركة على خشبة المسرح. وأكد الناقد المسرحي أحمد سماحة على أن إيقاع العمل كان عالياً مع طاقة إبداعية يمتلكها الممثلون، ووضح ذلك من خلال الحركة الجدية على المسرح وتحكم المخرج في العدد الكبير، وهو مجهود يعد بحد ذاته جهدا كبيرا، منوها إلى أنه من العروض الجميلة التي شاهدها خلال مهرجانات جمعية الثقافة والفنون بالدمام.
المسرحي علي السعيد أوضح من جهته أن النص هو حالة إنسانية تحدث في العالم بشرقه وغربه، وهي ليست محصورة ببقعة معينة في الأرض. يذكر أن المهرجان يختتم مساء الثلاثاء المقبل، بإعلان النتائج للتنافس بين 8 عروض و15 نصا مسرحيا.