قال لي صديقي: لا أتوقعه ديربياً كبيراً..

وقال لي زميل: تراجع المستويات يرشح المباراة لتكون صاحبة الحضور الأقل جماهيرياً على مستوى لقاءات الفريقين.

كان كلاهما محقاً، فلم يف ديربي النصر والهلال بالوعود، وإن كان قد بدأ واعداً على مستوى الفرجة على الأقل في ثلت الساعة الأول، حيث انطلق بشكل صاروخي وبأداء سريع أشبه ما يكون بأداء كرة الطاولة فأتعب كاميرات النقل التلفزيوني وهي تهرول من حدود منطقة جزاء الأصفر إلى جزاء الأزرق وبالعكس، على الرغم من أن الفرص الحقيقية تأخرت حتى أطلت برأسها، وكان هذا أمراً منطقياً في ظل حرص كلا الطرفين على ألا يُباغت بهدف مبكر يبعثر الأوراق ويربك الحسابات، ولكنها بمجرد أن أطلت تحولت هدفاً هلالياً بقدم النصراوي غالب.

هبط الرتم قليلاً بعد الهدف، وتوجس كثيرون خيفة من أن يرفع النصر راية الإحباط مبكراً، ومن أن تذهب المباراة مبكراً جداً إلى الملل، لكن هدف السهلاوي بدد بعض المخاوف دون أن يرفع رتم المواجهة فنياً، فبقيت كثير من الكرات بلا عنوان، وبقيت الفرص محدودة الخطورة، ولم تظهر الجمل التكتيكية التي تنتزع الآهات، كما سقط اللاعبون في مصيدة التسلل مرات ومرات، وبقي الحماس سيد الموقف.

وتغير الحال في الحصة الثانية، فضرب الهلال هجومياً، وتاه النصر، لكن الفارق الذي اتسع للأزرق، لم يتسع لمصلحة المتعة بالنسبة للمتابعين، ولم يمنع كثيرين من استحضار الزمن الجميل لكثير من مواجهاتهما السابقة التي مازالت حتى اليوم في صميم الذاكرة.