كشف عقيد سوري منشق أن قوات الرئيس بشار الأسد، اعتمدت مؤخرا "تكتيكات جديدة" في عملياتها ضد الثوار والمدنيين تستهدف تسبب الإعاقة الجسدية الدائمة. وأوضح العقيد الذي فضل عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع "الوطن"، أن الأوامر التي صدرت لفرق الموت التي تعتمد على قناصة محترفين، تقضي بالتصويب على أهداف محددة في الجسد تستهدف منطقة الظهر والعنق. ويقطن العقيد بإحدى القرى بشمال لبنان، حيث يعالج حالياً في أحد المراكز من إصابات أصيب بها في منطقة بابا عمرو بحمص خلال مواجهات مع القوات السورية. وقال إن الأوامر العسكرية تعتمد القنص من مناطق قريبة بهدف تعزيز قوة الضربة، وإصابة مناطق الجسد المستهدفة بدلاً من القتل. وأكد العقيد على أن ذلك التكتيك، يستهدف أيضا تشتيت "ذهنية كوادر المقاومة في الداخل السوري، وتثبيط معنوياتهم، لأنه وجد أن استشهاد الثوار أو المدنيين يعزز كثيراً من ثقة المقاومة، وهذا ما وجهت به المخابرات العامة للنظام".

وحول أماكن الاستهداف الأخرى غير مناطق الاشتباكات الداخلية، أوضح العقيد أن مناطق التماس الحدودية بين سورية ولبنان (منطقة وادي خالد)، وتركيا التي يتوافد إليها اللاجئون، ينتشر فيها قناصة النظام بشكل مكثف ومركز.

وتحدث طبيب في الرابطة الطبية للمغتربين السوريين إلى "الوطن" من منطقة وادي خالد، عن الإصابات التي أضحت نوعية بشكل "مقلق"، وارتفاع إصابات الشلل نتيجة الاستهداف المركز للمدنيين والثوار لإفشال الثورة من الناحية المعنوية. وأضاف "النظام يركز على أثر الإعاقة وتأثيرها السلبي على صحة المعاق ومن حوله، وإصابته بالإحباط والعزلة الاجتماعية وربما الاكتئاب، لأنها تمنعه عن القيام بواجبه". وأكد أن النظام فشل في الواقع "بتحقيق تلك الأهداف، فالمعنويات مرتفعة بشكل كبير بين المصابين"، مطالباً الدول العربية والصديقة بإنشاء مستشفيات ميدانية بتجهيزات أساسية وغرف عمليات خاصة وإرسال أطباء في تخصصات دقيقة، لإنقاذ الجرحى المصابين بنيران قوات الأسد. وقال الطبيب المعالج " يوجد في شمال لبنان 50 ألف لاجئ يعيشون أوضاعا إنسانية وصحية مزرية، ويتمركزون في شمال لبنان بمدينة طرابلس والقرى المحيطة بها، ووادي خالد، وعكار والقرى المحيطة وجبل أكروم، بينهم نحو ألف جريح".