لا بأس، لنكن متفائلين.. ولنعتقد أن "السعودية ستكون الأولى سياحيا"، بعيداً عن ثقافة "الأولنة" والمتمثلة بالظفر بالأول من الشيء بغض النظر عن ماهيته، ولنقل إن الأمر سيكون كذلك بمنأى عن لغة الأرقام التي لا تقول بذلك؛ عندما تكتب أعداد المسافرين (إلى الخارج) في إجازة الصيف ورمضان والعيد.. وحتى نهايات الأسابيع، ولنعتقد أن المدن مجهزة بكل وسائل "السياحة" لاستقبال أفواج "السواح" أي وقت.. مكاتب رحلات وتنظيم جداول سياحية داخلية، ووسائل نقل عام تسهل من مهام التنقل، وأماكن تعج بالجمال تحفز على الزيارة، وتحرض على البقاء.. ولنتخيل أن الخطوط السريعة مربوطة بمحطات و"استراحات" عالية المستوى، ومنتشرة في خطوط الداخل، وتحتوي على "دورات مياه" صالحة للاستخدام البشري، ولنقل إن الطيران أمر سهل من حيث إيجاد مقعد للمغادرة، أو من حيث الالتزام في وقت المغادرة! وإن سيارات الأجرة بالمطارات في غاية التهذيب والترتيب والرقي والصدق.. ولنغفر زلة "قطارنا" المتهور، ونعد أننا "مدلعين" بشبكة قطارات (تخيّط) أجزاء البلد، وينتثر حولها كل ما يحفز للحياة والسفر، والأهم أن يكون هناك محل ورود حولها؛ للاستعانة به في عمليات التوديع والاستقبال، فـ"الرومانسية السعودية" تحتم وجود مثل هذا.. لكم أن تتخيلوا أيضاً أن محلات "المغاسل" و "الصيدليات" المنتشرة ليست سوى محلات "souvenir" تمتلئ بالهدايا التي تذكّر السائح الزائر لنا بنا.. كبرجي المملكة والفيصلية، وجِمال (من فئة المزايين)، ومكائن خياطة "من ذوات الزئبق"، وجسور غير مكتملة الإنشاء، و (حُفر"مطبات"/ مستنقعات "شوارعية")، ولنخترع شكلا "هندسيا" على شكل الـ(W) يمثل "الواسطة" ونشرح للسائح ماذا تعني! ولتأت في علبة واحدة مع معلومات عن "جدارة ـ لقاءات ـ ساهر ـ وأشياء أخرى"، ليكون الزائر أكثر دراية بثقافتنا.. ولو اعتبرنا أنه لا مشكلة للنساء في الزيارة من حيث وجود (المحرم) فهل يحق لنا أن نسأل: هل يوجد لدينا تأشيرة سائح.. (أساساً)؟! والسلام.