قتل 52 شخصا في أعمال عنف في سورية اليوم، رغم الإعلان الروسي السوري من موسكو عن بدء تنفيذ السلطات السورية خطة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان من أجل السلام.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم الذي يزور موسكو أنه تبلغ من الوزير السوري أن دمشق بدأت تطبيق الخطة التي تقضي بوقف العنف من كل الأطراف وسحب القوات والأسلحة من المدن السورية والإفراج عن المعتقلين على خلفية الأحداث الجارية والسماح بدخول وسائل الإعلام.

ودعا لافروف المسؤولين السوريين "إلى الالتزام بكامل واجباتهم طبقا لخطة كوفي عنان"، مضيفا "نعتقد أنه كان يجب أن تكون أعمالهم أكثر فاعلية وأكثر حسما بالنسبة إلى تطبيق الخطة".

وأعلن وليد المعلم من جهته أن بلاده قامت "بسحب بعض وحدات الجيش من بعض المحافظات تنفيذا للبند الثالث من خطة عنان. وسمحنا لأكثر من 28 محطة إعلامية بالدخول إلى سورية منذ 25 مارس أي منذ موافقة سورية على خطة عنان لغاية اليوم".

وتابع "استقبلنا رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولي ووصلنا إلى تفاهمات في شأن استقبال المساعدات وإيصالها إلى المحتاجين بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري. وتم الإفراج عن عدد من المعتقلين بسبب أحداث الشغب التي قاموا بها".

وأكد المعلم "أن وقف العنف المستدام يجب أن يكون متزامنا مع وصول بعثة المراقبين الدوليين" الذين تنيط بهم خطة عنان مهمة مراقبة وقف إطلاق النار.

وتابع "سنواصل خطوات حسن النية تجاه عنان وسنعمل كل جهد لإنجاح المحادثات مع وفده الفني (الذي زار دمشق أخيرا) للوصول إلى بروتوكول (ينظم عمل المراقبين). ونأمل أن يتمكن الأمين العام للأمم المتحدة من تشكيل فريق مراقبين دوليين توافق سورية على الدول الممثلة به. ونرحب سلفا بالمراقبين الروس".

وأوضح المعلم من جهة ثانية أن بلاده لم تطلب من عنان "أن يوافينا بضمانات مكتوبة من الجماعات المسلحة ولا ممن يدعمها من الأطراف الإقليمية".

وقال "نحن لم نطلب من مجموعات إرهابية مسلحة تمارس القتل والخطف وأخذ الرهائن أن توافينا بضمانات نحن طلبنا من عنان أن يتصل بهذه المجموعات ويوافينا" بالضمانات.

إلا أن الإعلان عن بدء تنفيذ خطة السلام لم يترافق مع خطوات عملية على الأرض حيث استمرت عمليات القصف وإطلاق النار والمداهمات.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان قبل الظهر أنه "لم تسجل أي تحركات أو انسحابات للقوات السورية على الأرض"، موضحا أن 52 شخصا قتلوا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية اليوم.

وتعالت أصوات التشكيك من الخارج أيضا. فقد أكدت فرنسا اليوم أن سورية لم تبدأ تنفيذ خطة موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، واصفة تصريحات النظام السوري بأنها "تعبير جديد عن كذب فاضح وغير مقبول".

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه لم تصدر عن سورية أي مؤشرات على نيتها تنفيذ التزامها بتطبيق خطة وقف العنف في سورية، متهما النظام السوري بتصعيد الهجمات ضد المعارضة.

ووصل كوفي عنان اليوم إلى تركيا حيث من المقرر أن يتفقد مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود بين تركيا وسورية، غداة إطلاق نار من الجانب السوري في اتجاه المنطقة الحدودية التركية تسبب بجرح 4 سوريين وتركيين.

ويوجه موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية "في وقت لاحق اليوم" رسالة إلى مجلس الأمن الدولي حول خطته للخروج من الأزمة في سورية، حسبما أعلن المتحدث باسمه.

واعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن إطلاق النار من الجانب السوري على مخيم للاجئين في تركيا يشكل "انتهاكا واضحا" للحدود، مؤكدا أن بلاده "ستتخذ الإجراءات اللازمة"، و"ستستخدم كل حقوقها بموجب القانون الدولي".

وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو الذي يرافق أردوغان، قرر قطع رحلته والعودة اليوم إلى تركيا بسبب تصاعد التوتر فجأة على الحدود السورية التركية.

وأعربت الصين عن "قلقها" إزاء إطلاق النار من الجانب السوري. وأمل المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو ويمين "في أن يلتزم الأطراف المعنيون بتعهدهم وقف إطلاق النار وانسحاب القوات العسكرية".

من جهتها، دانت الناطقة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني الشروط الجديدة التي وضعتها دمشق لتطبيق خطة عنان معتبرة أنها "غير مقبولة" و"غير قابلة للتطبيق".

وقالت قضماني "رأينا الاقتراحات الجديدة أنها شروط غير مقبولة ولا أرى كيف يمكن أن تكون مقبولة من قبل عنان".