بعد مرور 67 عاما على أحداث الهجوم الأميركي النووي على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، في الحرب العالمية الثانية عام 1945، لا يزال السبعيني يامادا كازوني، أحد العشرة الناجين من الانفجارات، يتذكر لحظات الكارثة، خلال مشاركته ضمن وفد "سفينة السلام" في جولتهم حول العالم لتعميق ثقافة السلام بين الشعوب وحقوق الإنسان والمساواة والتنمية المتوازنة وحماية البيئة على مستوى العالم، والتي انطلقت في 100 رحلة حول العالم منذ إطلاقها عام 1983 كمشروع آسيوي بالأساس قبل أن تتوسع دولياً.

وعلى رصيف ميناء جدة الإسلامي، رست سفينة السلام - منظمة عالمية غير حكومية وغير ربحية مقرها العاصمة اليابانية طوكيو - صباح أمس حاملة على متنها نحو 1000 شخصية يابانية، من ضمنهم العشرة الناجون من الانفجارات النووية، ومئة منهم من المسلمين وفقاً لحديث وكيل وزارة الحج الدكتور حاتم قاضي.

مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام المكلف لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العام للحوار بين أتباع الأديان الدكتور فيصل بن معمر نقل تحايا الملك عبدالله لركاب سفينة السلام اليابانية، مؤكدا حرصه على تسخير كافة الجهود لهم، لأنهم "دعاة سلام ويتشاطرون مع المملكة في هذا السبيل".

والتقت "الوطن" بيامادا كازوني الذي كان في الـ12 من عمره لحظة الانفجار النووي، مشيرا إلى أنه كان في مكان مرتفع وشاهد طائرة أميركية ترمي صندوقا كبيرا جدا وبعد ابتعاده عنها، قذفت الطائرة ثلاث مظلات لتهدئة سقوطه إلى الأرض، غير أنه لحظة ارتطامه بالأرض شعر بحرارة كبيرة جدا لامس الموت فيها، إلا أنها اختفت خلال لحظات.. كان الدمار سيد الموقف في تلك اللحظة.

هدف يامادا كازوني الوحيد السعي لعدم تكرار الكارثة في أي مكان آخر، لأن القنبلة النووية لا تميز بين طفل أو كبير أو مسن، سواء كان ذكرا أم أنثى، حيث إنها تغتال الحياة خلال لحظات، وقال أيضاً "إن هذه الزيارة هي الأولى لي للمملكة".

من جهته أوضح الدكتور فيصل بن معمر أن هذه السفينة هي أكبر مركز حوار متحرك في العالم، واستعرض مراحل الحوار في المملكة وما تم تحقيقه من نتائج بعد مبادرة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء مركز داخل المملكة للحوار بين أبناء الوطن.