لم أشعر أن هناك تفاعلاً "لديربي" الرياض بين النصر والهلال هذا المساء كما كان في مواجهاتهما السابقة، التي تشعر بأجوائها الحذرة والمتوترة قبل أيام، وليس قبل ساعات كما نراقب الآن.

صحيح أن مباراة تجمع الندين التقليديين تبقى منتظرة محلياً وعربياً جراء الذكريات التنافسية الحميمة التي يرتبطان فيها على مدار عشرات السنين، لكن علينا التمعن جيداً كيف لمباراة "ديربي" أن تفقد بريقها الفني والجماهيري قبل أن يطلق حكم المباراة صافرة بدايتها، وهو ما رسمه النقاد والمحللون على الورق من خلال متابعتهم لظروف الناديين، حتى وإن كان للبعض رأي هنا يخالف رأي وقرأه أهل الاختصاص، إلا أن الظروف المحيطة بهذه المباراة، من "تذبذب" في أداء الناديين خلال الأربع جولات في الدوري، إضافة للغيابات التي تأكدت رسمياً وتصنف بالغيابات المؤثرة في صفوف الناديين، حتماً لها من السلبيات ما يضع ماتورانا وكمبواري في "حيرة" التوصل للتشكيل الأساسي، والواجبات التكتيكية التي يرون فيها تحقيق نتيجة إيجابية من التسعين دقيقة، التي يرى الكثيرون أنها جاءت في زمن ووضعية لا تلائمها ولا تنعش قيمتها الفنية، ناهيك أن موعد المباراة في هذا اليوم تحديداً لا يمكن أن يخدمها بالحضور الجماهيري المميز.

هذا ما سيدفعنا الليلة أن نترقب مستوى الحضور، ومن خلاله سنجد جواباً لا يقبل التشكيك إطلاقاً، إما فوزه الكاسح كجمهور بحضوره اللافت في المدرجات، أم ستكون للاعبين كلمة أخرى في تقديمهم وجبة دسمة من الإثارة والندية فوق المستطيل "الأخضر"، ولكن أن يفوز الاثنان هذا المساء أراه أملاً صعباً ولكن ليس مستحيلاً.