تتبنى هيئة حقوق الإنسان، نشر الثقافة الحقوقية في المجتمع، عن طريق العديد من البرامج التوعوية التي تهدف إلى تنمية الحس الإنساني والشعور بالآخر، خاصة عند رب العمل الذي يتعامل مع من هو أقل منه اقتصاديا واجتماعيا، وقد انتشر في الآونة الأخيرة مشهد تمثيلي مصور، لمغادرة عاملة منزلية من بلادها وتركها عائلتها وأطفالها، لتأتي إلى بلادنا بحثا عن لقمة العيش، مع مثال لعائلة سعودية تستقبل عاملتها خيراستقبال، ومع كوني من أشد المؤيدين لحقوق الإنسان، ومع من ينادون بحقوق العمالة الضعيفة، سواء كن عاملات منزليات أوعمالا رجالا في باقي المهن المختلفة، إلا أنني تمنيت ألا تعزى الحالة الحقوقية إلى الإسلام فقط بشعار: "لأني مسلم"، بل ليتها نسبت إلى الإنسانية بشكل عام، حتى لا تنتفي حالة الإسلام عن بعض من ينتهكون حقوق العاملين والموظفين من السعودين والسعوديات أنفسهم.. إلا إن كانت حقوق العمال التي تدعو لها حقوق الإنسان حكرا على العمالة الأجنبية.
فمقطع الفيديو الذي تروج له هيئة حقوق الإنسان لتعزز ثقافة حقوق العمالة، يحدث أمثاله بيننا كثيرا مع استبدال شخصية العاملة الشرق آسيوية بمعلمة سعودية، فكثير من المعلمات يتركن أطفالهن وأسرهن ويهاجرن من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بحثا عن لقمة عيش كريمة، وتتويجا لجهد سنوات مضت. وهناك يلاقين العنت والتقييد بالضوابط والأنظمة لضمان حقوق طالبات تلك المنطقة، بغض النظر عن معاناة المعلمة نفسها، فهل ننفي حالة الإسلام عن كل متسبب في تشريد هذه العوائل على مدى سنوات؟ وننفي حالة الإسلام عمّن يمارس الضغط على المعلمات المغتربات؟ أم ننفي صفة الإنسانية عن كل هؤلاء؟
ما ينبغي أن يقال، إن حقوق الإنسان لا ترتبط بالعمالة فقط ولا بمن هم تحت إمرتنا فقط، بل هي حالة تستشعرها وتقر بها وتسعى لتحقيقها بما تستطيعه، لكل شريك لك في الإنسانية في كل بقاع الأرض.
مراعاة حقوق الإنسان لا ترتبط بكونك مسلما فقط بالرغم من أن الحالة الإنسانية، أهم الركائز الإسلامية، لكن هناك الكثير من غير المسلمين أكثر إنسانية، وإحساسا بالآخر وتفاعلا مع قضاياه.