تجتاح واشنطن موجة من التوقعات حول المسار المتوقع للمفاوضات التي ستبدأ في إسطنبول السبت المقبل بين إيران ومجموعة 5+1 التي تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا. وتتضمن قائمة المطالب الدولية وقف الأنشطة النووية في الموقع الذي شيدته إيران مؤخرا بالقرب من مدينة قم، بالإضافة إلى نقل اليورانيوم المخصب إلى خارج البلاد، ووقف عمليات التخصيب. في المقابل فإن الموقف الإيراني يتلخص في ضرورة السماح لإيران بالتخصيب طالما أن ذلك يخضع للمراقبة الدولية، والسماح لها بالإبقاء على كافة عناصر برنامجها النووي على ما هي عليه الآن ورفع العقوبات الدولية والثنائية المفروضة عليها، إلا أن تلك المواقف لا تمثل إلا نقطة البدء، حيث يطرح كل طرف من الطرفين أكثر مواقفه تصلبا ثم يأخذ تدريجيا في التنازل هنا وهناك مقابل تنازلات مشابهة يقدمها الطرف الثاني. والسؤال الملح الذي يتردد في واشنطن الآن هو: كيف يمكن تصور المشهد النهائي لما ستسفر عنه المفاوضات؟
في هذا الإطار قدم الباحث الأميركي المعروف أنتوني كوردسمان إجابة أولية في تصريحات له بواشنطن قال فيها إن الولايات المتحدة يمكن أن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 4% تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن المطلب المتعلق بإغلاق الموقع المجاور لقم يبدو متماسكا، إذ يضم أجهزة تخصيب متقدمة نسبيا تنتج يورانيوم تزيد نسبة تخصيبه عن 4% ، إذ إن إنتاج ذلك الموقع يتركز في اليورانيوم المخصب حتى 20%. وقال كوردسمان إن الولايات المتحدة مصرة على نقل اليورانيوم عالي التخصيب الذي لدى إيران الآن، أي الذي تزيد نسبة تخصيبه عن 4% ، إلى خارج إيران.
وفيما تتباين التقديرات حول ما يمكن أن تؤول إليه المفاوضات ومدى فرصتها في النجاح فإن أغلب المراقبين في واشنطن يتوقعون لها أن تفشل. أما كوردسمان فقال إن من الصعب الإشارة إلى الاتجاه الذي يمكن أن تمضي إليه المفاوضات في هذه اللحظة المبكرة. وأضاف "المسألة كما، يعلم الجميع، محصورة في يد الزعيم علي خامئني. وأعتقد أن الفشل سيعني سحب البساط من تحت أقدام من يرفضون توجيه ضربة عسكرية إلى إيران وتشجيع الإسرائيليين على شن الحرب. وفي كل الأحوال فإن علينا أن ننتظر لنرى".
من جانبه قال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي "نأمل أن تأتي الدول الخمس زائد واحد إلى طاولة المفاوضات بنية صادقة وسنبذل أيضا جهودا صادقة ليتمكن الطرفان من التوصل إلى إتفاق رابح لكل منهما". وقال صالحي إن طهران تأمل أن تسفر المفاوضات عن اتفاق "يسمح بحماية حقوق إيران (في التحكم بالطاقة النووية) وتهدئة القلق الذي تعبر عنه دول 5+1" حول النوايا الإيرانية. وأضاف أنه على أي من الطرفين عدم طرح "شروط مسبقة" قبل المفاوضات.